رسالة اليوم

12/12/2023 - (يومٌ مخزٍ في إسرائيل)

-

-

"وَلَمَّا رَأَى رِجَالُ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُمْ فِي ضَنْكٍ، لأَنَّ الشَّعْبَ تَضَايَقَ، اخْتَبَأَ الشَّعْبُ فِي الْمَغَايِرِ وَالْغِيَاضِ وَالصُّخُورِ وَالصُّرُوحِ وَالآبَارِ." (صموئيل الأول ١٣: ٦)

إنَّك تتَّخذ قراراتٍ مخزيّة لنفسك ولمجتمعك عندما لا تتجهَّز لخدمة الربِّ. فلا يسرُّ الله بك عندما تتراجع في وسط المعارك. وكان ما حدث للإسرائيليين ضدَّ الفلسطينيين مخزياً جداً لأنَّهم هربوا مرتعبين، على الرَّغم من أنَّهم كانوا متسلِّحين من قبل العلي لخوضِ حروبه. يا له من أمرٍ سيئ!

لا يرحم العدوُّ، فعندما يقرِّر الهجوم يفعل ذلك بكلِّ قوَّته. لكن، لا يُعنينا هذا الأمر لأنَّه حتى ولو قامت كلُّ قوى الجحيم ضدَّ حياتنا، يرفعُ روح الربِّ الراية في وجهها وهكذا يهرب العدوُّ. فتمسَّك بالكلمة التي أرسلها القديرُ إليك، لأنَّك تجد فيها القوَّة التي تحتاج لتجعلك محارباً مميزاً ومنتصراً.

من الضروري أن تتجهَّز، وبناءً على الكتاب المقدَّس، لكي لا تدَع الشرير يجعلك تتراجع، الأمر الذي سيكون مخزياً بالنسبة للربِّ وإخوتك. سوف يجرِّبك الشيطان عندما تأتي المعركة مستخدماً الكلمة، كما فعلَ مع يسوع. لذلك يجب أن تكونَ ضمن المشيئة الإلهيَّة لكي تعرف كيف تجيبه كما فعل يسوع، وبالتالي لا تتصرَّف بحسب مغريات العدوِّ. لذا، لا تنخدع بإحدى أكاذيبه بل اِغلبه مستنداً على المكتوب.

لقد كان شاول مسروراً بانتصارِ يوناثان على الفلسطينيين، لذلك طلبَ نشر هذه الأخبار في كلِّ البلاد. وبعد كلِّ شيء، أراد الإسرائيليون أن يتخلَّصوا من قمع الأعداء لهم لمدةٍ طويلة (صموئيل الأول ٣:١٣-٤). ولكن، كان الأمرُ لازماً للوهلة الأولى لكي يتعلَّم الإسرائليون تقنيّات الحرب، لأنَّه يجب عليهم أن يعرفوا قوَّة الأدوات التي أعطاهم إيَّاها اللهُ وإلا لكانوا قد تراجعوا، لذلك كان عليهم أن يقاتلوا إلى حدِّ تحقيق الانتصار.

علينا أن نحذرَ من خوضِ معارك الربِّ في أيِّ طريقة، بدون الاستفادةِ من خبرات النَّاضجين روحيَّاً. سيرجعُ إلى الوراء الذين لا يعرفون الله عندما تكون المعركة في ذروتها. لذلك، لن يلتفتَ إلى الشرير كلُّ الذين يعرفون بمن وضعوا ثقتهم، وبالتالي سينالون الانتصار ويحررون الأسرى من الشيطان. هذه هي معركتنا اليوميَّة التي يجب أن نربحها دائماً.

لقد وجد الإسرائيليون الأماكن الأكثر سخافة للاختباء، حتى في آبار الأرض (الآيات ٦-٧). فلا تُربح المعارك في الضوضاء العاليَّة بل بالإيمان باللهِ الواحد والحقيقي، أما الشخص الخائف وغير الثابت به فيبحث عن تخليصِ نفسه. لكن أولئك الذين يخوضون معاركَ الربِّ ليس عليهم أن يخلِّصوا أيَّ نفس، لأنَّ لا أحد يقدر أن يؤذيهم. هللويا!

لقد خسرَ رحبعام جزءاً كبيراً من مملكته لأنَّه لم يجهِّز نفسه لخدمة العلي. وبنفسِ الطريقة، أولئك الذين لا يكترثون بزيادة معرفتهم في الكتاب المقدَّس، يرون خسارة معيَّنة لهم في ملكوت الله. اِعلم دائماً أنَّ الربَّ يتقدَّمك.

محبَّتي لكم، في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز