رسالة اليوم

10/12/2023 - (الرُّوحُ الوديعُ والهادئ)

-

-

"بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ." (١ بطرس ٣: ٤)

عندما يتكلَّم بطرس عن كيفيَّة سلوك النساء في الإيمان، يشير بذلك إلى الزينة الخارجية، فحتَّى ولو كانت جميلة إلا أنَّها لا تمجِّد الله. ولا يعني هذا الأمر ألا تعتني النساء بشعورهنَّ ووضع الذهب والمجوهرات أو إرتداء ثيابٍ جميلة ولائقة. لكن يشير الرسول إلى أنَّ الزينة الحقيقية هي تلك المقبولة عند الله، الزينة الداخليَّة، إنسانُ القلب الخفي العديمة الفساد. لذلك ينجح كلُّ من يطيع وصايا الربِّ.

من المستحيل أن يحتقرَ الله قلباً منسحقاً (مزمور ١٧:٥١) وديعاً وهادئاً وخاضعاً لمشيئته. لذلك من يريد أن يرضي كلِّي المعرفة وأن يفتح الطريق أمامه للعمل، يجب أن يجتهد في طاعةِ وصايا الإنجيل. وبخلاف ذلك، لن يقدر هذا الشخص أن ينفِّذ جزءاً مسؤولاً عن القيام به في عمل الربِّ. يطلب الربُّ فقط القليل منَّا!

الله روح، لذلك يطلب العابدين الذين يتمِّمون عمله ويعبدونه بالروح والحق (يوحنا ٢٤:٤). لذلك أنَّ جميع الناس، بما فيهم من رجال ونساء، وأيضاً الذين لهم سلطة في المجتمع أم لا، وإن كانوا يعيشون ببساطةٍ أم لا، يجب أن يعرفوا المشيئة الإلهيَّة ويسعوا إلى تحقيقها. لا يحتاج المؤمن للترقية على حساب أحدهم أو إيذاء أحد آخر لشغلِ المكانة التي لهم.

فإنْ كنت تستخدم الزينة أم لا، اجعل قلبك أن يكون أهم جزء للربِّ في حياتك. وأخضِع نفسك بالكامل لوصايا الربِّ وحارب من أجل إرضاء من دعاك وتمِّم مشيئة الآب. وبالتالي، لن تَخزى بإيمانك لأن الربَّ سيقودك لإشغال مكانتك الصحيحة في جسد المسيح. وبالتالي، سيرفعك الربُّ إذا جعلت ملكوت الله وبرَّه أولاً (متى ٣٣:٦).

يجب أن تستخدم المجوهرات بحرية لكن بلا استعراضٍ. فليس عليك أن تشعر بشكل أفضل بوجودها على أن تمتلك قلباً حسَّاساً للمسة الروح القدس. وبالتالي، تُصبح مباركاً في كلِّ أمر. لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟ (العدد ٢٣: ١٩) حتى وإن زالت السماء والأرض. استمر للنهاية من خلال إيمانك!

إنَّ عدم فساد الروح الوديع والهادئ هو أمر لا يتغيَّر أو يتحوَّل إلى شرٍّ، حتى لو كنت على صلةٍ مع أناس اعتادوا على فعل الشرِّ. لذلك، أفضل طريقة للعيش في هذا العالم هو التصرّف الدائم بطريقة متواضعة وبسيطة، فعندما يأتي الشرير بتجاربه ستكون خارج نطاق أفعاله وفي داخل محيط عمل الله، أي في القداسة. هللويا!

بإمكانك أن تفعل أفضل ما عندك من خلال مظهرك الخارجي، لكن يجب أن لا يرقِّيك هذا الأمر قدام الناس، فهذا أمر لا يحدث قدام الربِّ. يرى الله الإنسان فقط بالطريقة التي خلقه وخلقها بها. لذلك، يجب أن نفتح قلوبنا للهِ بتلك الطريقة، وهكذا يجيبنا حينما نسأله. هذه هي الطريقة!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز