رسالة اليوم

08/12/2023 - (انكسرتْ العَصا)

-

-

"قَدْ كَسَّرَ الرَّبُّ عَصَا الأَشْرَارِ، قَضِيبَ الْمُتَسَلِّطِينَ." (إشعياء ١٤: ٥)

سأستخدمُ في هذه الدراسة نسخةَ "نيو كينغ جيمس"، لعلَّها أكثر وضوحاً لإظهار العمل الذي قام به يسوع بموتهِ. عندما خُدع آدم بأكاذيب إبليس أعطى العدوَّ السلطان الذي كان له من الله. وبالتالي بدأ الشريرُ باستخدامه ليضايق البشريَّة، مؤثراً بهم بالشرُّ واقتادهم لفعل إرادته. واستمرَّت هذه الأمور حتى مجيءِ آدم الثاني، الربُّ يسوع، فأتى إلى العالم وانتزع هذه القوَّة من الشيطان (رومية ٦:٥-٢١).

تتضمَّن الخطَّة السماوية هزيمة الشيطان وخلاص الإنسانِ، الذي سيعود للشركة مع الحضرة الإلهيَّة والصّلة مع الله. ولأنَّ الربَّ قدوس يتصرَّف فقط بالاستقامة. وبالتالي، كلُّ من لا يشترك بأعمالِ إبليس يجب أن يفعل هذا الأمر. ولأنَّه لم يوجد إنسانٌ واحد بارٌّ، كان على العليِّ أن يضع ابنه بديلاً عنَّا، لا يموت فقط بسبب خطايانا بل أيضاً يتحمَّل كل القصاص.

ثمَّ بدأت معاناة المسيح قبل الجلجثة. عندما تمَّ القبض عليه في جثسيماني وتمَّت قيادته إلى السلطات الرومانيَّة فتلقَّى خبر موته على الصليب أثناء إلقاء خطاب المحاكمة. فأُسلِم للجلد، ووضعتْ الجروحُ على جسده كلَّ آثامنا وأوجاعنا. وبجلدته شُفينا، فسرَّ الله أن يسحقه، لكي ننال الخلاص والشفاء (إشعياء ٥٣).

عندما سُمِّر يسوع على الصليب، وقعت كلُّ خطايانا عليه. وفي تلك اللحظة، حجبَ الله وجهه عنه، فسأل يسوع الآب لماذا تركه (متى ٤٦:٢٧). عندما رأى أن كلَّ شيء وقع عليه ولم يبقَ شيء لدفع الحساب عن البشر، أعلن أنَّ عمله قد تمَّ ومن ثمَّ مات. وبعد ذلك، نزل المسيح إلى الجحيم، وكسر عصا الأشرار وقضيب المتسلِّطين في بيتِ إبليس.

لا يملك الشيطان فيما بعد السلطان الذي أخذه من آدم. لذلك، ليس مسموحاً له بالسيطرة على أولئك الذين سمعوا بشارة الإنجيل وأسلموا حياتهم للمسيح. وقد اعتاد الشرير إدانة الناس بعصاه، لكن الآن، انتقل من مملكة الظلمة إلى ملكوت يسوع كلُّ الذين وُلدوا من جديد (كولوسي ١٣:١)، ولن يعانوا في المسيح من هجوماتِ الجحيم وصار بإمكانهم العيش بسلامٍ وحريَّة إلى الأبد.

يتذلَّل المؤمنون للشيطان فقط في حال استمروا في الخطية ولم يتوبوا. والآن، بعد ما نعترف بخطايانا، الله أمينٌ وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهِّرنا من كلِّ إثم (يوحنا الأولى ٩:١). عندما يخطئ خادم للربِّ، يحطِّم بذلك سور النار الذي يحميه فيتعرَّض لعضَّة الحيَّة. وهكذا، لا يجب أن تخطئ فيما بعد، لكن اعترف للربِّ على الفور في حال سقطت في تجربة ما، وفي حال آذيت أحدهم أو لم تقدم له الاحترام اللازم، اعترف لذلك الشخص أيضاً.

يعيش بسعادةٍ واطمئان كلُّ الذين يعيشون في ملكوت الله. بالإضافة إلى ذلك، ينتصرون في كلِّ شيء. لكن من الممكن أن يسقطوا في التجربة إذا لم يحذروا ويصلّوا. ومن الممكن أن يهاجمهم الشرير ويغلبهم عند حدوث ذلك الأمر. لقد فعل الله مسبقاً كل ما يلزم لخلاصنا وليس من الممكن أن يتمَّ إلغاؤه. إذاً، علينا الآن أن نحافظ على مكانتنا في الخلاص والحرية.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز