رسالة اليوم

07/12/2023 - (راحةٌ ثلاثيَّة)

-

-

"وَيَكُونُ فِي يَوْمٍ يُرِيحُكَ الرَّبُّ مِنْ تَعَبِكَ وَمِنِ انْزِعَاجِكَ، وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْقَاسِيَةِ الَّتِي اسْتُعْبِدْتَ بِهَا." (إشعياء ١٤: ٣)

لقد أعلنَ الربُّ عن اليوم المجيد قبل حدوثه، اليوم الذي فيه سيغلب ابنه إبليسَ وقوى الظلام. وبعد موت وقيامة يسوع، خسرت مملكة الجحيم خسارة عظيمة لأنَّ سلطان إبليس اُنتزِع منه ولن يقدر فيما بعد أن يسود على البشرية. والآن، لا يقدر العدوُّ أن يظلم كلَّ من يشاء، وفي نفس الوقت، نلنا الراحة من تعبنا وإنزعاجنا والعبوديَّة القاسية.

لا يعاني من هجومات العدوِّ الصارمة كلُّ من يقبل يسوع مخلِّصاً. فقد انتقلنا من مملكة الموت إلى مملكة يسوع. ونلنا مغفرة كاملة للخطايا، وصولاً إلى الوعود والنجاة من جميع أنواع الظلم. فلا تستسلم لإبليس بالرغم من إصراره على إيذائك. واتَّخذ مكانتك في المسيح واجعل العدوَّ يهرب.

لقد وصلت وتحقَّقت الراحة الثلاثية التي وُعدنا بها. والآن، يعتمد كلُّ شيء بمدى اهتمامنا بما يخص الكتاب المقدس، وهكذا، كل ما قِيل عن حياتنا سيصبح حقيقةً. إذا لم نستمتع بالأمور التي حققها يسوع، سنتعرَّض لمشكلة في يوم الخلاص متى جاء. بعد كلِّ شيء، لا يجب أن نضيِّع ما فعله يسوع من أجلنا، فقط مثلما بارك الخمسة أرغفة والسمكتين (متى ١٩:١٤).

ثمَّ لا يجب أن نعمل بكثرة خلال صومنا وصلاتنا أو في أي أعمال روحية أخرى من أجل الحصول على ما أعطانا إياه "حبيبنا". لقد كان سبب مجيء يسوع إلى العالم وموته لننال الراحة من كلِّ أتعابنا. وبالتالي، لأنَّنا موجودون في ملكوت الله لن نسمح للوصول إلى العدوِّ. والآن، إذا جاء العدو ليجرِّبنا بالأتعاب أو أيِّ عرض خاطئ آخر، يجب أن ننتهره ونبعده.

لقد سكن العدوُّ في الأرض كما لو كانت ملكه قبل أن يغلبه المسيح، محطماً سيادته ومسترداً السلطان الذي سرقه من آدم. وصل إبليس إلى نقطة أن يُري ممالك العالم بأمجادها لابن الله ويقدِّمها له إذا سجد له السيِّد وعبده. فكان جواب يسوع كالتالي: حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». (متى ٩:٤-١٠).

والآن نلنا الحريَّة لذلك لا يجب أن ننحني أمام أيِّ هجوم للشرير. ولا يجب لأيِّ مؤمن أن يعيش في البلاء والاضطراب واليأس، لأننا عندما نقبل يسوع كمخلِّص ندخل بذلك إلى وعد الله بالراحة. وهكذا، لا يوجد شيء يجعلنا نعاني في الخطية. لذلك، لن نستسلم فيما بعد لإرادة الشرير، بل نحصل على كلِّ ما فعله يسوع من أجلنا بهدوء وثقة.

ما زالت العبودية القاسية أمراً حقيقياً لأولئك الذين لم يولدوا ثانية، وهذه هي مأساة البشر العظيمة. والذين لم يولدوا من الماء، أي من كلمة الله، ومن الروح القدس لن يروا ولن يدخلوا إلى ملكوت السماوات. ومهما كنت، لا تنقَد وراء أقاويل العدوِّ الكاذبة، لكن اثبت في الإيمان بالمسيح، فخلاصك مضمونٌ.

محبَّتي لكم في المَسيحِ

د. ر. ر. سوارز