رسالة اليوم

05/12/2023 - (المشي في الرَّحبِ)

-

-

"وَأَتَمَشَّى فِي رَحْبٍ، لأَنِّي طَلَبْتُ وَصَايَاكَ." (المزامير ١١٩: ٤٥)

إنَّ حلَّ مشاكلنا أبسط مّما يمكن أن نتخيَّل، إذا كنَّا على استعداد لطاعة الإرشادات السماوية. فلا يمكن لشخص ما أن يطلب من الربِّ خبزاً فيعطيه حجراً، أو يطلب سمكة ويحصل على حيَّة (متى ٩:٧-١٠). والآن، السر هو طلب الوصايا الإلهية، لأننا بعد ذلك، سنحصل على القوة للقيام بنفس الأعمال ونستمتع بنفس الاهتمام الذي حظي به داود وإيليا وكثيرون غيرهم.

هل نحن على استعدادٍ حقاً لاتِّباع وصايا السيد، لإنكار أنفسنا وحمل صليبنا، أي مهمَّتنا؟ لن يكون هناك رحبٌ إذا لم تكن هناك طاعة لوصايا الربِّ. لماذا تُغلق الباب أمام الأعمال السماويَّة بسبب المصالح الشخصية والاجتماعية والعائلية؟ بعد كلِّ شيء، من يختار المكان الذي ستخدم فيه: أنت أم الروح القدس؟ في الواقع، هل أنت خادمٌ حقيقيٌّ، أم تستخدم إيمانك لنفسك؟

إنَّ الشخص الذي يبحث عن الأعذار يجد الكثير منها، لكن هذا لا يحل مشكلته أو مشكلة أيِّ شخص آخر. عندما نخضع أمام ما يقوله الله، نقترب من الشخص الذي يمكنه حقاً تقديم الحلول لمشاكلنا، لكن سيكون إهمالنا والأخطاء الأخرى مكلفة في يوم الحساب. أولئك الذين يحبُّون الرب يتخطّون الآخرين في الإنجازات وفي التمتع بالرحمة الإلهية. ماذا تقول عن هذا؟

يجب أن يكون هدفنا أن نسير برحبٍ، ونفعل كما فعل السيد، وهكذا لن نفشل أمام العرش الأبيض. لقد قال يسوع إننا إذا لم نفعل كل ما أمرنا به، فسوف نعتبر عبيداً بطَّالين (متى ٢٦:٢٤-٢٧). الرحمة يا ربُّ! هذا أخطر مما يمكن أن نتخيله، لكن لا ينبغي أن نتخلَّى عن مسيرتنا. فيجب أن يقودنا هذا إلى البحث المتزايد في الكتاب المقدس عن الهدف الحقيقي لله في حياتنا.

لقد تمَّ وضع التحدّي أمام أعيننا: لا يمكننا الابتعاد عن حضور الله، ولا حتى للحظة. عندما أراد الله أن يوبِّخ آخاب، ملك إسرائيل الذي حوَّل أرض الموعد إلى أرض عبادة الأصنام والسحر، لم يختر نبياً في ذلك اليوم، بل أحد سكان جلعاد. وهكذا بدأت الخدمة النبويَّة المكثَّفة لإيليا التشبي.

لذلك، اتبع توجيهات الروح القدس. واهرب من كل أنواع الخطية واطلب حضور الآب السماوي، وبعد ذلك، سيرفعك الله بمجرَّد أن تكون مستعداً لبدء تنفيذ دعوتك. فانظر كيف تعيش، لأنَّه إذا كنت تعيش تماماً كما كنت دائماً، فأنت لا تتعلم شيئاً من العلي. واهرب من مغريات الجسد، لأنها حتى لو بدت جيدة، إلا أنها عديمة القيمة.

يجب أن يكون هدف المؤمن هو السير برحب، مما يعني عدم الوقوع في أيدي الشيطان. فإذا كانت أي شهوة من الجسد تسيطر على قلبك، فلا تعتقد أنَّك مميز بما يكفي لتفكر في أن الله سيسمح لك بفعل مثل هذا الشيء، فلن يفعل أي شيء يتعارض مع كلمته. إذا كنت تشعر بشيء مختلف بخصوص وصايا الرب، فأنت تعيش بالفعل تحت سلطة العدوِّ. لذلك، اجعل الأمور في نصابها الصحيح مع الله، ثم اسلك برحب.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز