رسالة اليوم

02/12/2023 - (يومُ الانتقامِ)

-

-

"لأَنَّ لِلرَّبِّ يَوْمَ انْتِقَامٍ، سَنَةَ جَزَاءٍ مِنْ أَجْلِ دَعْوَى صِهْيَوْنَ." (إشعياء ٣٤: ٨)

كانت خيانةُ آدم ضربة قويَّة لخطَّة الله. عندما صدَّق آدم بالكذبة التي قالها إبليس لحوَّاء، فعل بذلك شيئاً سيترك ضحايا كثيرين في كلِّ مكان، إلى حينِ عودة المسيح وزوال كلُّ الأشياء بالنَّار. لقد خُلق الإنسان على صورة الله ومثاله، لكن مع بدء تلك اللحظة أساءت قوى الظلمة لميراثهِ. وقد عرف ما يعنيه كره الشيطان لأنَّ الإنسان انفصل عن الله. فدخل إبليس إلى العالم بعد سقوط الإنسان وأصبح رئيساً للبشر. وبعد ذلك، الإنسان عبدٌ لمن يطيعه. وبالتالي، بدأت أنواع عديدة من المشكلات والمعاناة بإذلال البشر. بدءاً من أول زوجين دفنا أحد ابنيهما، الذي قُتل من قبل الابن الآخر. كم شعروا بالألم! إلى جانبِ ذلك، أدركا تفاهة الخطيَّة وأنَّ الذين يمارسونها يصبحون عبيداً للعدوِّ الشرير والفظ.

لكن لأنَّ الله محبٌّ ورحيم بدأ بعمل خطَّة الانتقام منذ اللحظة التي انفصلنا فيها عنه. عبر آلاف السنين، كان الكامل والعارف بكلِّ شيء يعمل، وعندما اكتمل كلَّ شيء صرخ الصرخة العظيمة "قد اُكمِل!"، ومنذ ذلك الوقت، ليس على أحدٍ الخضوع لشهوات إبليس، لأن الثمن قد دُفع مسبقاً. يمكننا الآن العيش والإيمان بحريَّة.

لقد مات ابن الله بطريقة مهينة، موت الصليب، لكنَّه قام في اليوم الثالث. عندما نزلَ إلى الجحيم طرد الشيطان الذي كانت له قوَّة الموت. لقد كان موت يسوع هامَّاً لأن دمه البريء افتدانا لله، فلن يعد هناك داعٍ للذبائح بعد الآن، لكن فقط أن نؤمن بما فعله المسيح من أجلنا. وهكذا نسنتمع بالحياة الأفضل التي أعطانا إياها.

بعد أن صار "كلمة الله" جسداً ووفَّى ديننا، لم يعد هناك نوعٌ من المعاناة بإمكانه استعبادك. يملك كلُّ من يعرف الحقَّ الامكانية والتأكيد على التخلُّص من جميع أعمال الشر. فإن المخلَّصين جزء من كنيسة الربِّ، لذلك يجب عليهم ألا يسمحوا للشرير بمضايقتهم. وبعد كل شيء، كيف يقدر كائن مغلوبٌ أن يذلّل شخصاً سبق وانتصر؟ لقد غلبنا الشرير إلى الأبد في المسيح.

إنَّ الفترة التي تلي خطة الخلاص هي واحدة من القصاصات. يعطي الربُّ اليوم الوزنات للبشر، لعلهم يمثِّلونه على وجه صحيح، أي بكرامة. لا توجد طريقة في الإنجيل تبيِّن الحاجة للتذلّل في سبيل إرضاء يسوع. فإذا قام أحدهم بفعل ذلك، سينفع الشرير ويبيّن من يحب حقاً. الرحمة، يا ربُّ! فإذا تصرَّف أحدهم بتلك الطريقة، الشيطان شريرٌ جداً ولن يفكِّر مرتين قبل أن يدمِّر ذلك الشخص.

تمثِّل صهيون الكنيسة المخلَّصة من شدائدها. ولأننَّا أعضاء في جسد المسيح، أي الكنيسة، يجب أن نرفض كل تجربة للشرير تستعبدنا. هذا هو يومُ انتقامٍ الرب، فيه سيجازي كلَّ البشر على كل ما عانوه إلى أن صرخ يسوع معلناً أنَّ قيد العبودية قد انتهى. اِحصل على خلاصِك!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز