رسالة اليوم

09/01/2017 - صِفاتُ الرَّبِّ

-

-

الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ (مزمور8:103).

الرحْمةُ والغُفران ليْست عِبارةً عن كَلماتٍ سُجّلت في الكِتابِ المُقدسِ! لكنَّ الرَّب وضَعهَا مَوضعَ التّنفيذِ، لأنّهُ الجَامعُ لكُلِّ هَذهِ الصِفاتِ. بالإضافةِ إلى ذَلك، خَالقُنَا صَبورٌ جداً ويُبطئُ في الغَضبِ، وهَذه المِيزة دَائماً في صَالحِنا، ويَنطبقُ نَفسُ الأمرِ على رحمتهِ. هَذهِ الصَّفاتُ تَجعلنا نَشعرُ بأمانٍ أعْمق. الرَّبُّ يَعرفُ ذَلك. ونَعلمُ أننا نَستطيعُ الاعْتمادَ عَليهِ كُلّما اِحتجنا لهُ. وسَتكونُ إجَابتهُ مُفيدةٌ لنا وقْتَ الضَّرُورةِ.

لديْنا إلهٌ رَحيمٌ وشفُوق، ومِنَ الجيدِ أن نَعرفَ ذَلكَ. وجَوهَرُ الله يَتكونُ مِن تِلكَ الصِّفتينِ خِصّيصاً. وهي لا تَنْفذُ أبداً، ولنا كاملُ الحُريةِ في استِخْدامِها مَتى أردْنا، وأبَانا القُدوس أبديّ وسرْمدي، وجَوْهَرهُ كَذلكَ. وحَذاري مِنَ الاعتِقادِ أنّ رَحمة الرَّبِّ ورأفتهُ، قدْ لا يَحْظى بِها بَعضُ النَاسِ، فَهذهِ الفِكرةُ شريرةٌ جداً. وحْدهُ سُبحانهُ لا يَتغيّرُ. وهو دَائماً على إستِعدادٍ لمُساعدةِ جَميعِ أولئكَ الذينَ هُم بِحاجةٍ إليهِ.

أحَياناً نَكونُ غَيرَ أمناءٍ مَعَ الرَّبِّ، ولكنَّ هَذا لا يُؤثرُ على أمَانةِ الأبِ المُحبِ، فهو يَبقى أميناً إلى الأبدِ (2 تيموثاوس13:2). لنَفترضَ إنّ الرَّبَّ الإلهَ تَوقّفَ عنْ أن يَكونَ رَحيماً، ولكِنّهُ في هَذهِ الحَالةِ سَيُناقضُ نَفسهُ، وهَذا مَا لنْ يَحدثَ أبداً! وجَيد أن نَعرفَ ذَلك! وبِفضلِ صَلاحهِ الدَائم سَنجدهُ دَائماً بِجانِبنَا عِندَ الحَاجةِ إليهِ.

نَضِّلُّ الطَريقَ ونَذهبُ بَعيداً عنْ الآبُ السَماوي أحَياناً، ولكنْ عِندمَا نَعودُ نَجدهُ في الاِنتِظارِ، فَهو دَائماً لا يَغْضبُ سَرِيعاً، وفي مَثلِ الابْنِ الضَّالّ، كَانَ الآبُ يَبحثُ بَعيداً في الأفُقِ، مُنتظراً عَودةَ الابْنِ قَريباً ( لوقا 15)، وكانَ الوالدُ سعيداً جداً عِندَ رُؤيتهِ لهُ عَائِدًا إلى المَنزلِ، بالرُّغمِ مِن أنهُ كَانَ لا يَستحقُ ذَلكَ، ولكِنَّ الآبَ فَعلَ ذَلك لأنّهُ رجلٌ صالحٌ، وقالَ أنهُ لمْ يَفقد الأمَل والصَّبْر بِعودةِ هَذا الابْن الأحَمقْ.

هَل مِن أحدٍ يَستطيعُ أن يَقيسَ الصَّلاح الإلهي؟ كُلُّ ما نَعرفهُ أنّهُ عَظيمٌ جداً. والآن لِنعودَ إلى المثالِ السَابقِ، على الرُّغمِ من أن الآبنَ الأصْغرَ أخَذَ نِصفَ مَا يَمْلكهُ الأبُ، وأنْفقهَا على شَهواتِهِ الجَسدية، إلّا أنهُ عِندمَا عَادَ وجَدَ حَفلةً للترحِيبِ بهِ وليْسَ لتَأنيبهِ، لقدْ كانت عَودتهُ أهمّ بِكثيرٍ لوالِدهِ منَ الضَّررِ الذي سَببهُ لهُ.

أخيراً عِندمَا نُدركُ تَماماً هَذهِ الصِّفات المُميّزةَ للرَّبِّ -الرَّحمةُ والرّأفةُ- سَنشْعرُ بَالكثيرِ من الأمَانِ، ونَكونُ على يَقينٍ بِأنّهُ يُمكننَا طَلبهَا عِندمَا نَحْتاجُها، ومَثَلُ الابْنِ الضَّالّ الذي قَالهُ الرَّبُ يَسوع خَيرُ دَليلٍ على ذَلكَ.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز