رسالة اليوم

27/11/2023 - ماذا أقول عن الله؟

-

-

فَبُهِتَ كُلُّ الْجُمُوعِ وَقَالُوا: «أَلَعَلَّ هذَا هُوَ ابْنُ دَاوُدَ؟» متى23:12


الطريقة التي عمِلَ بها يسوعُ فَتنَتْ جميع النَّاس، لأنَّه لم يتكلَّم أحدٌ مثله قط، ولم يعلّم أحدٌ كما علَّمَ ولم يشفِ كما شفى. إنه يفوق كلَّ التوقُّعات التي قد تكون لدينا. كونه الله، الربُّ الوحيد والسَّيد، فهو يحبُّنا بطريقة لا يُمكن إلَّا للكائن الكامل أن يفعلَ ذلك. كلَّما تعلَّمنا منه، زادت أعمال المحبَّة والرَّحمة والخلاص التي سنحصل عليها منهُ.

لا يكفي أن نؤمن بأعمال قدرته الفائقة أو نتحمَّس لها، فقد وجَّه لنا تحدِّيًا عندما صرَّحَ أنه إذا كنّا نؤمن به، فعلينا أن نقوم بنفس الأعمال التي قامَ بها أو حتى أعظم. سيكون هذا مطلوباً منّا في اليوم العظيم. يبحث الله عن أناسٍ يعيشون حسبَ كلمته، وبالتالي، يُمكن استخدامَهم في أعمالٍ عظيمة، ممَّا يقود الكثيرين إلى إعطائه المجدَ لأنَّه استخدَمنا في أعمالهِ.

أعلنَ العليُّ نفسَه على أنه مخلِّصُ البشرية في جميع الأجيال ولهذا فهو يحتاج إلى خدّام يجدون أنفسهم في الكتاب المقدَّس ويكونوا حكماء وأذكياء. الآن، يتمُّ ذلك عن طريق حِفظ الوصايا، ممَّا يجعلهم جريئين بما يكفي حتى لا يخافوا عند تكليفهم ببعض الأعمال الخاصَّة، ويُنجزون المهمَّة المتعلِّقة بالتَّكلفة. بالنِّهاية، طالما أعطى الله البذرة، فلماذا الشَّك في إطاعة قوله اذهب؟

الشَّخص الذي ألهمَ يشوع أن يأمرَ الشمس لتقفَ فوق جبعون والقمر في وادي أيلون، ما زال يلهم أبناءه للتحدث عمَّا يؤمنون به، رغم أنَّهم لا يفهمون كلَّ شيء. لكن يجب أن تُرى جرأة شدرخ وميشخ وعبدنغو في كلِّ مكان، حتى يعرف نبوخذ نصَّر اليوم أنَّ القدير ينزلُ ليسير مع شعبهِ وسطَ جذوع الأشجار التي تشتعل بشدَّة. إذا كنت تؤمن أنَّ الربَّ هو الله فلماذا تخاف؟

يودُّ العليُّ أن يشهدَ الإنسانُ عمَّا يُعلنه له. الشَّهادة التي قدَّمها الله في الكتاب المقدَّس أعظم ممَّا يعتقد النَّاسُ. إنه لا يحتاج إلى نصائح أو استراتيجيات يتعلَّمَها البشرُ في أفضل الجامعات حول العالم، لكنَّه يحتاج إلى أناسٍ يحترمونه وينكرون أنفسَهم، لكنَّهم يتبعونه حتى الموت إذا لزمَ الأمرُ. يعرف الربُّ ما تفكِّر به حتى قبل أن يبدأ عقلك في التفكير.

لا تُعرقل الخطَّة الإلهية، بل اذهب وارمي الصّنارة. وعندما تصطاد سمكتك الأولى، افتح فمَها، واحصل على العملة المعدنية، وادفع منها ضريبتك وضريبته. لا تنس أننا لا نتحدَّث عن شخص يتمتع بشخصية كاريزمية كبيرة، مثل المَسيح الدَّجال، لكنَّنا نتحدَّث عن الكلّي القدرة. سيجلس المَسيح الدَّجال على عرش الله متظاهراً بأنّه الله، ولكنَّ الربَّ سيبيدُ هذا الشِّرير بنفخة فمِه.

لذلك، قُمْ وانطلق لتحقيق خطة الله. لا تقع في غرام أكاذيب العدوّ، بل اتبع صوت الكلمة واستجِب لها. لا يستطيع الشَّيطان أن يمنع المقاصد الإلهيّة. لذلك لا تمدَّ يدك أبدًا لتنقذ المركبة التي تحمل تابوتَ عهد الربّ، في حالة تعثُّر الثّيران، لأنَّ هذا سيُنهي حياة الشّخص الذي يجرؤ على القيام بذلك (صموئيل الثاني 6: 2-7). إن أي تشابه بين المَسيح الدَّجال والعِلم ليس مجرَّد صُدفة.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز