رسالة اليوم

24/11/2023 - أين الشَّياطين؟

-

-

وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضًا تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ. (لوقا41:4)


عندما خدمَ يسوعُ المَرضى في الجسَد والنَّفس والرُّوح، أظهرَ أنَّ هناك أرواحاً شرّيرة تختفي وراء الألم أحياناً. وهذه الشَّياطينُ يجب طَردها. كان يعلمُ أنَّ الشَّياطين ستكشفُ من هو، على الرُّغم من أنَّ هذا العمل كان منقاداً بالرُّوح القدس ولا علاقة لقوى الظُّلمة بهِ. لذلك منعَهم السَّيد من الكلام. لو كان يخدم كما فعل الوعَّاظ حينها، فلن يظهرَ أيُّ مخلوق من الظلام ولن يُكتشف المخلّص. ورغم ذلك كان الأمر يستحق المخاطرة.

يقولُ الكتابُ المقدَّسُ أنَّ الشَّياطين خرجت من الكثيرين وأنَّ الذين رأوا مثل مظاهر القوّة هذه كانوا مندهشين، لأنّهم لم يروا شيئًا مشابهًا من قبل. كانت كلمة السَّيد مليئة بالسُّلطة، على عكس الكتبة والفرِّيسيين، الذين اعتبروا أنفسَهم أطباء في القانون وخبراء في الأمور الرَّوحية، إلَّا أنَّهم لم يفهموا أنَّ الحقَّ يجب أن يوضع موضعَ التَّنفيذ. وبالتالي، يجب طرد الأرواح المسؤولة عن تلك المصائب مرة واحدة وإلى الأبد.

والسُّؤال الذي يجب طرحه هو: أين الشَّياطين التي لا تُطرد في الاجتماعات الدّينية؟ إنّها في النّاس الذين يعانون. ليس الجميعُ ممتلكاً من الشَّياطين، لدرجة الحاجة إلى شخصٍ يتمتع بالسُّلطان لطردهم؛ في كثير من الحالات، تسبب الأرواحُ الشِّريرة الظُّلم والاضطهاد، وهذا لا يعني أنَّها ليست بحاجة إلى الطَّرد. عندما نصلي من أجل المرضى، يجب علينا أن نطالب مصدرَ الشَّر بالرَّحيل.

بالنَّظر إلى الحالات الكتابية، نرى أنه لم تظهر كلُّ الشياطين لأنهم لم يسكنوا في هؤلاء الناس. ولكن في متى23:9، 33 نجدُ قصة شخصٍ أخرس وممتلكاً من الشَّيطان. وفي متى 22:12 يخبرنا عن رجلٍ آخر كان أعمى وممتلكاً من الشياطين أيضاً. وفي مرقس15:5 يتحدَّث عن رجل مجنون وعنيفٍ جداً تم تحريره من فيلق من الشَّياطين. ومن بين قصص أخرى كثيرة يخبرنا مرقس 9: 17-27 عن صبيٍّ كان لديه روحٌ أصمٌّ وأبكم كان يسعى لقتلهِ.

لماذا لا نرى المزيد من التَّحرير لمثل هؤلاء؟ اسمَع، هذه فقط بعض الأمثلة. ولكن لا يحدث شيء عن طريق الصُّدفة، لأنه لكي يتم تحرير المقيَّد، من الضَّروري أن يتمتع الشَّخص الذي يخدم بالخبرة إضافة إلى الحكمة والمَسحة. لقد رأيتُ العديد من الحالات التي خجِلَ فيها الوعّاظ، تمامًا كما حدث في أعمال الرُّسل 19: 13-19

جاء يسوعُ ليعلِّمنا كيف نقوم بعمل الله إضافة إلى عملِ الخلاص، ولكن للأسف لا يريد جميعُ الناس أن يتعلَّموا منه، فهو وديعٌ ومتواضع القلب (متى29:11). وهذا يثبت أنَّهم لا يؤمنون بالربّ حقًا، قالَ السَّيد أنّ الذين يؤمنون به سيفعلون نفس الأعمال التي قام بها (يوحنا12:14). لا مفرَّ أبداً؛ أولئك الذين لا يصلحون سوف يكونون مسؤولين عمَّا فعلوه أو لم يفعلوه يوم الدَّينونة. تتسبَّب نفسُ الأعمال في ظهور الشَّياطين وطردهم.

هل يُمكن أن يكونَ السَّيد قد تظاهر بإخراج شيءٍ غير واقعي إذا لم تكن الشَّياطين موجودة؟ أحصى يسوعُ بدءاً من مَرقُس15:16 بعض العلامات التي ستتبع المؤمنين، بما في ذلك تحرير المقيَّدين بالأرواح الشِّريرة. سارَ يسوع نفسه في أماكن كثيرة يفعل الخير للناس ويشفي المتسلِّط عليهم إبليسُ، لأنَّ الله كان مع المخلِّص.

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز