رسالة اليوم

22/11/2023 - لِمنْ يجب أن يسمَعوا

-

-

فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ». (لوقا31:16)

نرى أهميَّة الاستماع إلى ما كتبَه موسى والأنبياء في المثلِ الذي رواهُ يسوعُ عن الرَّجل الغني ولِعازر- المتسوِّلُ الأبرصُ الذي عاشَ عند باب ذلك الرَّجل، نجد إرادة الله للإنسان في هذه الكتابات، ونكتشفُ هويَّتنا وما يُمكننا القيامَ به، وفي ذاتِ الوقت، نقبلُ الإيمانَ لإنجازِ نفس الأعمال التي قامَ بها المسيحُ لأنَّنا نستمعُ إلى كلماتِهم.

هناك العديدُ من الأمثلة لأناسٍ استلهَموا من الكتاب المقدَّس في العَهد القديم، ولهذا السَّبب، استخدمَهم الربُّ لإنقاذِ النَّاس من المعاناة التي سبَّبها الأممُ من حولهم. فهمَ جِدعُون أنَّه كان عليه أن يفعل شيئًا من خلالِ المشاركة في اجتماعات نبيٍّ أرسله العليُّ، ردَّاً على الصَّلوات التي رُفِعَتْ بشأن البؤس الذي تسبَّب فيه المديانيون.

ارتعدَ يوشيا ملكُ يهوذا أمامَ هذه الكلمات ونفَّذَ إصلاحًا هائلًا في مملكتهِ عندما استمعَ إلى ما هو مكتوبٌ في سِفر الشَّريعة، والذي وُجِدَ أثناء إعادة بناء الهيكل. الشِّفاء للبشرية هو من وحي كتابِ الله، لأنَّه إذا لم يتم ذلك، فلن يخافَه النَّاسُ. بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَّعْبُ (أمثال 29: 18 أ).

نجدُ في سِفر إشعياء توجُّهاً هامَّاً فيما يتعلَّقْ بما يجب أن نؤمنَ بهِ أو لا نؤمن به. أيُّ ظواهر مهما كانت مثيرة للاهتمام؛ أيَّة خدمة، مهما كانتْ العلامات التي تقوم بها؛ أو أيَّة حركة في الكنيسة، رغم أنَّها أتتْ بآلاف الأشخاص يطلبون بيتَ الله؛ يجب أن يكونوا جميعًا متوافقين مع النَّاموس والشَّهادة المقدَّمة من قلوبِ الَّذين يقرؤون الكتابَ المقدَّس.

يُمكن للجزء العِلمي الذي يتعامل مع التَّسويق والإعلان وعِلم النَّفس والفروع الأخرى ذات الصِّلة أن يساعدَ في ملءِ المعابد؛ ولكن بمجرَّد زوال هذا التَّجديد، ستصبح الكنائس فارغة مرَّة أخرى، لأنَّ الذين وُلدوا حسبَ الجسَد لا يفيدون شيئًا. إذا كرَّس الوعَّاظ أنفسهم وبدأوا في استخدام قوَّة الله، وشفاء المرضى وطردِ الأرواح الشِّريرة، فستمتلئ الاجتماعات بالضَّالين وستستمرُّ النَّهضة.

كانت الكنائسُ الإنجيليَّة ممتلئة قبلَ أن تصبحَ الصِّين شيوعيَّة، لأنَّهم قاموا بتوزيع الأرز بعدَ الخدمة. ولكنَّ الكنائس أُفرِغت مع تطبيق "الفلسفة الحَمراء"، لأنَّ النَّاس لم يتلقوا أيَّ شيء، ولم يذهبوا إلى الخدمات فيما بعد. علَّمَتْ وكالات التَّبشير الأمريكية أنَّ "شراء" الخطاة، لا يغيِّر حياة النَّاس.

لن ننجحَ في تنفيذِ عملِ الربِّ إذا لم نتمكَّنْ من جَعل موسى والأنبياء يتحدَّثون إلى جيلِنا. إنَّ ملءَ الكنائس بالاحتفالات والتَّرقيات والهدايا المجانية يُمكن أن يضرَّ بالكنيسة. لكن إذا فعلنا العجائب التي فعلَها يسوع، فسنرى الناسَ تغزو معابدنا لأنَّهم جياعٌ إلى معرفةِ الحقِّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز