رسالة اليوم

21/11/2023 - (الابتعادُ عن الحقِّ)

-

-

“فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ الْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى الْخُرَافَاتِ.” (٢ تيموثاوس ٤: ٤)

لقد كان بولسُ موجَّهاً للكتابة عن خطرٍ بدأ بالحدوث في الكنيسة. فكان من عملِ الشيطان أن يمنعَ الناس من التمتُّع بالحياة الفضلى التي جلبها يسوع. بدأ العدوُّ يُظهر نواياه في أيام الرسل الأوائل، فقد دفع الكثيرين إلى الابتعاد عن المسيح. فالتمسُّك بشريعة موسى دفع الكثيرين إلى الابتعاد عن الكلمة، حتى أولئك الذين تعلَّموا عن هذا الأمر مع المخلِّص.

لقد تحوَّل الإعلان الذي جلبه يسوع إلى ديانةٍ مع مرور السِّنين، وبالتالي تمَّ استبدال قوَّة الله بالعقائد التي اعتبرها الناس أنَّه من الصواب تأسيسها في الكنيسة. وبعد ذلك، اجتمع أولئك الذين كانوا في مكانةٍ مرموقة، الذين هم في موقعٍ قياديٍّ في عمل الربِّ، في مجالس لإقرار هذه البدع الجديدة التي حسب اعتقادهم يمكنهم نزع السلطان من الذين لم يلتزموا بها.

كانت الضَّربة القاضية لعمل قوّة الله بدايةً منذ عام 150 ق.م، مع هجوم المدافعين عن الإمبراطورية الرومانية، الذين سخروا من عملِ الكنيسة المؤمنة. نظراً لأنَّهم كانوا يعبدون آلهة الرومان وكانوا أيضاً علماء مشهورين في الثَّقافة في ذلك الوقت، فقد كتبوا السخافات من خلالِ مهاجمتهم للإيمانِ المسيحي، الذي علَّم الناس أن يؤمنوا بإلهٍ واحد فقط. إلى جانب ذلك، فقد اختلقوا قصصاً تتعلَّق بإيماننا.

إلى جانب ذلك، كان هناك واعظٌ مشهور اسمه "مونتانوس" آمنَ باسم يسوع، ولذلك أخرجَ الشياطين وشفى المرضى. بما أنَّ الناس كانوا خائفين مما كان يقوله هؤلاء "الحكماء"، وفي الوقت نفسه، قدَّم مونتانوس تفسيراً خاطئاً عن الربِّ واعتبر نفسه أنَّه إيليا الذي سيأتي، ثمَّ منعه كهنة الكنيسة من التكلُّم بألسنة وإنقاذ المظلومين.

عندما زادت الانحرافاتِ عن الإيمانِ بالمسيح، تمَّت الموافقة على استخدام الصور، لكن الكلمة تدين ذلك بشدَّةٍ. وبعد ذلك، حرَّموا زواج الكهنة وخلقوا تبجيلاً لمريم وغيرها من الانحرافات التي ألغت تعاليمَ يسوع وأقروا بما يسمونه "الخبراء" في الأمور الروحيَّة. وهكذا صار الإيمان كلَّ شيءٍ ما عدا ما بشَّر به الربُّ.

بالإضافةِ إلى ذلك، بدأوا في عبادةِ أولئك الذين يُفترض أنَّهم استُخدموا في خدمة الشفاء، معتبرين إياهم قديسين ووسطاء بين اللهِ والناس مُحتقرين ما يقوله الكتاب المقدَّس: لا يوجد سوى وسيط واحد، وهو يسوع. والقائمة تطول، مما يدلُّ على عدم احترام الكتاب المقدَّس. ومع ذلك، فإنَّ الربَّ لا يوقفه أحدٌ ولا حتى العقائد التي لم تأتِ من قبلهِ.

الحقيقةُ هي أنَّ الكنيسة عادت إلى الخرافات، وفي بعض الحالات، فعلت ما هو أسوأ بكثير: لقد ألهموا أنفسهم في البدع الوثنيَّة، عملُ الشياطين. من السهل جداً عمل إرادة الله، عليك فقط تعليم الناس أنَّه يجب عليهم فعل ما يشعرون به عندما يقرأون الكتاب المقدَّس أو أثناء الوعظ بالكلمةِ. عندما يتمُّ تعليمهم الإنجيل، الذي هو بسيطٌ وغير معقد، ينشأ الإيمان ويأتي العليُّ لعمل معجزاتهِ.

في المسيحِ، مع محبَّتي

د. ر. ر. سوارز