رسالة اليوم

20/11/2023 - (سلافٌ في العنقودِ)

-

-

“هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «كَمَا أَنَّ السُّلاَفَ يُوجَدُ فِي الْعُنْقُودِ، فَيَقُولُ قَائِلٌ: لاَ تُهْلِكْهُ لأَنَّ فِيهِ بَرَكَةً. هكَذَا أَعْمَلُ لأَجْلِ عَبِيدِي حَتَّى لاَ أُهْلِكَ الْكُلَّ.” (إشعياء ٦٥: ٨)

إنَّ شعبَ مملكة الجنوبِ جزءٌ من إسرائيل الذي اتَّخذ اسم يهوذا أثناء التقسيم، وعلى الرَّغم من أنَّهم رأوا ما حدث لمملكة الشمال التي تمَّ أسرها إلى أشور ولم تعُد أبداً، حيث تمَّ حلُّها بين دول أخرى، فلم يهتمُّوا بما أنهاهم الربُّ عن فعله. وقد حذَّرهم إشعياء من أنَّهم سيُؤخذون إلى بابلَ، لكنَّهم لم يسمعوا له.

إلا أنَّه بقي أناسٌ كثيرون أمناء للربِّ من بينهم. لذلك، لم يكونوا مسؤولين عن هذا الدَّمار. ولهذا السبب، بقيَ البعض في يهوذا والبعض الآخر سيُستخدَم من قبل العليِّ في أرض بابل. لقد أوضح إشعياء أنَّه لن يتمَّ لوم الجميع على العقاب على مملكةِ الجنوب باستخدام صورة عنقود العنب. فتحقَّقت الكلمة، وللأسف أُخِذ شعبُ الله إلى أرض غريبة.

لقد تحقَّقت النبوَّة لأنَّها تحدَّثت عن السبي وحتى عودة أورشليم وإعادة بنائها. كما أنَّها تشرح ما سيحدث للأشخاص الذين سيخلُصون في مجيءِ يسوع. يجب فهم الآيات الكتابيِّة في سياقها ولكن أيضاً بشكل فرديٍّ، لأنَّنا نجد في كثير من الأحيان عدَّة رسائل في آية واحدة فقط. أولئك الذين يُقارَنون بعنقودٍ من العنب لن يضيعوا.

هناك عناقيد فيها عنب ذابل، ومن يحصدها يرميها؛ ولكن هناك من يمتلئ عنبه من العصير ولهذا يتركونه جانباً، لأنَّ الخمر مفيدة. يعلِّمنا هذا أنَّنا يجب أن نمتلئ دائماً برحيق الرُّوح القدس، حتى لا نشتركَ مع المجموعة التي ستبقى على الجانب الأيسر من السيِّد ويتمَّ إرسالها إلى البحيرةِ المتَّقدة بالنارِ والكبريت.

أن يكونَ لديك خمر في حياتك يعني لديك المسحة، وبهذا لن تضيع بسبب رداء القوَّة الذي أُعطيَ لك، حتى لو لم تفعل في تلك اللحظة الإرادة الإلهيِّة، كما يُرضي الربَّ الإله. سيفصلك الربُّ مع مجموعة الصَّالحين، لكن هذا لا يعني أنَّه يمكنك البقاء على خطأ، لأنَّه إذا فعلت ذلك فإنَّ روح الله سيضطرب، وبعد ذلك، سيتمُّ منعك من الدُّخول إلى مملكةِ السَّماوات.

سيكُافأ الأمناء للربِّ على محبَّتهم له ولعمله. لا يريد العليُّ أن يهلكك، حتى لو لم تخدمه كما ينبغي. إنِّه لا يفعل هذا بأيِّ أحدٍ من أبنائه، لكنَّه يمنحهم الغفران. لذلك، تمسَّك بالكلمة التي أعطاك إيَّاها الربُّ واعترف بخطاياك وتخلَّ عنها.

ضعْ حداً للشَّهوات التي تفصلك عن الآب. فلن يستمع دائماً إلى توبتك لأنَّه بمجرَّد أن تُغفر لك الخطيئة، تعود إليها. وتمتَّع بالرحمة التي مُنحت لك واصرخ للربِّ مرةً وإلى الأبد، لأنَّ فيه المحبة والمغفرة والقوة لاِنتشالكَ.

في المسيحِ، مع محبَّتي

د. ر. ر. سوارز