رسالة اليوم

18/11/2023 - (بدايةُ خدمةٍ مثمرةٍ)

-

-

"وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: «إِنَّ هذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ، فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ، وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ»." (إشعياء ٦: ٧)

لقد عمل اللهُ في حياة إشعياء في ثلاثِ مراحل على الأقل لكي يكونَ له خدمة مباركة. أولاً، مدَّ يده على من دعاهُ ليكون نبياً، وفعل هذا أيضاً فيما يتعلَّق بجميع أعضاء جسد المسيح. ثانياً، لمس فمهُ وأزال آثامه. ثالثاً، مسحه ليخدم إرادته. فحتى قبل أن يولدَ إشعياء، عمل الله في حياته، وأعدَّه لمهمة معيّنة. يحدثُ لنا الشيء ذاته.

لا أحد يأتي إلى الكنيسة بمحضِ الصدفة، لكن لأنَّ العليَّ قادهم إلى يسوع بيده الممدودة. فقد بدأت هذه العمليَّة منذ زمن بعيد، واستمرَّت حتى عندما تعثَّرت في إيمانك، وجعلتكَ تفهم الحاجة إلى محبة ابن الله والعمل وفقاً لإرادته الإلهيَّة. حدث هذا لجميع الذين تغيّروا واستمروا في التغيُّر مع الآخرين الذين سيحقّقون المعرفة الكاملة "للحقِّ".

كان إشعياء معروفاً حتى قبل أن يُحبل به في بطنِ أمه، تماماً مثل إرميا وأيِّ خادم آخر للهِ. لولا يد الربِّ، لما كنَّا نبحث عن وجه المخلِّص ونحب أن نفعلَ مشيئته ولم نترك الخطيئة. فقد جعل الله أشياء كثيرة تحدث لنا، حتى نعدَّ أنفسنا للاستماع إلى صوته واتِّباعه.

حينما لمس العليُّ أفواهنا، أُزيل الشر منّا وفجأة، لم نعد نتوق لفعل الأشياء الخاطئة التي أسعدتنا واستعبدتنا من قبل. لقد شعر إشعياء أنَّ شفتيه كانتا نجستين عندما تمَّ استدعاؤه، ولهذا أرسلَ الله رئيس ملائكة بملقط لإزالة الفحم الحي من المذبح وبه لمس شفتيه ليزيلَ الإثم. وهكذا أصبح النبيُّ الأكثر استنارة. اطلب نفس الشيء لفعله معك.

يعدُّنا اللهُ لعمل شيء لم يره الجنس البشري، عندما يلمسنا. إنَّه لمن المحزن أنَّ أولئك الذين كانوا مستعدّين لتحقيق خطة الربِّ يتركون أنفسهم عرضةً للشهوات، وبالتالي يصبحون عديمي الجدوى. ليس من الجيد أن تعطلَّ ما هو في عجلة من أمره، لأنَّه بدون عمل التطهير، من الممكن أن تبتعد وتفقدَ خلاصك. لذلك كن حذراً مع عروض العدوِّ. وبعد كلِّ شيء، يريد تدميرك.

لقد استطاع داود أن يؤلِّف مزامير جميلة وأن يعلن كلمات الحقِّ وأن يوسِّع حدود مملكة إسرائيل، لأن الربَّ عمل لسانه كقلمِ كاتبٍ ماهر. أخذ موسى شعب إسرائيل من العبودية في مصر من خلال الكلمات التي وضعها الله في فمه. حذَّر يسوع من أنه ليس الله وحده من يضع الكلمات في شفاهنا، مؤكداً أنه إذا كانت كلمات شريرة فسوف نُدَن. لذلك لا تفترض أيَّ شيء يعطيك إياه إبليس.

في اليوم الذي أزال فيه الربُّ الإثم عن إشعياء، وضع كلامه في فمِ هذا الخادم وأعدَّه للقيام بالعمل. لذلك اسمح لله بتحقيق هذه المراحل الثلاث في حياتك وأن تكون شخصاً يستخدمه حقاً، حتى تتمكَّن من تنفيذ المهمّة الهامَّة. وبعد ذلك، عندما تشعر أن الوقت قد حان، فتمسَّك بما أعطِي لك.

في المسيحِ، مع محبَّتي

د. ر. ر. سوارز