رسالة اليوم

15/11/2023 - ) تشجَّعْ (

-

-

أَمَا أَمَرْتُكَ؟ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ». (يشوع ١: ٩)

يصلِّي العديد من الأشخاص الذين تمَّ إنقاذهم طالبين الحصول على فرصة في الحياة، وعندما تُمنح لهم الفرصة التي طال انتظارها، يعتقد البعض منهم أنَّ النعمة كانت كبيرة جداً ولذلك تركوها تذهب. لقد رأيتُ هذا يحدث عدَّة مرات مع العديد من الناس الذين فيما بعد أُدِينوا من الله. وهذا سخيف جداً لقبوله! كيف يمكن لشخص أن يلوم الربَّ قائلاً إنَّه لم يفهم أنَّهم لا يملكون القدرة على القيام بهذه المهمة؟

كان الأمر الذي أُعطي ليشوع أن يتشدّد ويتشجّع هو طريقة أخرى لقول: "آمن بالله". لم يستطِع الدخول في المعركة الروحيِّة دون الاستعداد المناسب، لأنَّه بدون الدرع الإلهي سيخرج مهزوماً. يتمُّ الحصول على لباس المعركة من خلال قراءة الكتاب المقدَّس أو الاستماع إلى الكلمة. لذلك احذر من فقدان أيِّ من هذه الثياب التي ستعطى لك، لأنَّ الله يعلم ما ستواجهه.

بعد أن يلبس رجل الله بكرامة، لا يندهش أو يخاف لأن الربَّ سيذهب معه. والشيء الصحيح هو أن تقوم بالعمل بكامل استعدادك، ولكن للأسف يذهب بعض الناس إلى الخدمة دون ارتداءِ هذه الملابس الجميلة. لهذا السبب، في بعض الأحيان عندما يقاتلون، حتى لو كان بحسن النيّة في الإيمان، يصطدمون بالسهام الشريرة، ثمَّ يخسرون المعركة. لذا كنْ حازماً فيما تعلَّمته حتى لا تتذوّق طعم الهزيمة.

أولئك الذين أرسلهم الربُّ عليهم الالتزام بتعليم الكلمة وليس اعتباراتهم الخاصة. لأننا في المعركة نتعرَّض مرات عديدة للهجوم بالتشهير الأخلاقي والافتراء. والآن، لا يجب أن نشعر بالإهانة، ولكن يجب أن نسمح للآب السماوي بالاعتناء بهذه الحالة لأنَّه وحده يعرف كيف يفعل كلَّ الأشياء بشكل جيد. يمكننا فقط التحدُّث بما يقوله لنا وليس ما نعتقد أنَّه صحيح أو مفيد. فتعليمات العلي لا تحلُّ المشاكل التي تواجهها في الوقت الحالي فحسب، بل تحلُّ أيضاً المشاكل المستقبلية.

يوجد خدَّام لله لا يستطيعون تحمُّل التجارب الصعبة؛ فحين يعلم بذلك الشيطان يزيد من الضغط على هؤلاء الخدّام بكلِّ قوته. وعندما يرون موقفاً صعباً، يشعر هؤلاء المؤمنون بالإحباط ويعتقدون أنَّ العمل لم يكن لهم. الآن، وبسبب استراتيجيات الشيطان هذه بالضبط، يحثُّنا الربُّ على ألا نشعر بالإحباط عند مواجهتها. إنَّه لأمر مخزٍ للغاية أن يقوم شخص مُخلَّص مدعوٌّ للقيام بالعمل الإلهي بالاستسلام!

إذاً علينا أن نثبت أننا نحب الربَّ بأن لا نستسلم أبداً. فلا يوجد سبب يجعلنا نخاف من الشيطان وأكاذيبه، إذا وعد الله أنه لن يدعنا نخاف أمام شعب الأرض العظيم والمهم. وهذا يدلُّ على أننا لا يجب أن نُخضِع أنفسنا لأيِّ تهديد شرير، ولكن يجب أن نستمر حتى النصر النهائي. أولئك الذين يؤمنون بالمخلِّص لا يتراجعون أبداً، أو يقولون إنه لا يوجد مخرج. فالانتصار يأتي من الربِّ لكل الناس.

لقد واجه يشوع عدة ملوك من كنعان، لكنه لم يتراجع أبداً عن مهمته. الحقيقة هي أنه تم اختباره بعدة طرق، وكان مُحبطاً مع السقوط أمام عاي وشعر بالاستياء بسبب هذا الفشل. ومع ذلك، في وقتٍ لاحق، أثبت أنَّه قائد حقيقي عندما اكتشف الشخص المسؤول عن الهزيمة، فقام بحلِّ المشكلة. الله يكرم من يكرمه!

في المسيحِ، مع محبَّتي

د. ر. ر. سوارز