رسالة اليوم

14/11/2023 - (لم يعطَشوا)

-

-

"وَلَمْ يَعْطَشُوا فِي الْقِفَارِ الَّتِي سَيَّرَهُمْ فِيهَا. أَجْرَى لَهُمْ مِنَ الصَّخْرِ مَاءً، وَشَقَّ الصَّخْرَ فَفَاضَتِ الْمِيَاهُ." (إشعياء ٤٨: ٢١)

إنَّ تحرير الإسرائيليين من العبودية أمرٌ لا يمكن تصوّره اليوم، على الرغم من الموارد المتوفِّرة لدينا. ومع ذلك وبالإيمان، أجبر موسى أعظم إمبراطورية في ذلك الوقت على التخلّي عن حشدِ عملٍ لفرعون دون أيِّ مقابل. وما يلفت الانتباه أكثر هو الوقت الذي أمضاه ورثةُ الوعد الذي قطعه إبراهيم كعبدٍ، وكأنَّهم لا يستحقّون أيَّ حقوق أبدية. كم من الناس في نفس الوضع لأنَّهم لا يعرفون الحقيقة؟

لقد جعل العليُّ بني إسرائيل لا يشعرون بأيِّ عطش أثناء طريقهم إلى كنعان. فجأةً توقَّفت الرغبة في شرب الماء. وهذا يعلِّمنا أن الربَّ يمكن أن يتدخل في حالات الحاجة. في كثير من الأحيان، يسافر الشخص بعيداً عن المنزل، حيث يمضي عدَّة أيام ولا يأخذ زوجته. وعندما يعود، يكشف أنه عانى الكثير بسبب افتقاده لزوجته. إذا حدث لك هذا، صلِّ حتى يزول هذا الشعور أثناء غيابك.

قال النبيُّ إنَّ الله يقود شعبه في البريّة. وفي رحلتنا إلى أرض كنعان السماوية، ننتقل أيضاً إلى أماكن غير مضيافة. ليس أنَّنا لا نجد فيها أيَّ راحة فحسب، بل نجد أيضاً فخاخاً ليست بقليلةٍ، لذلك نحتاج إلى المساعدة. إذا طلبنا إرشاد العليِّ، فسوف نتخلَّص من العطش والاحتياجات الأخرى ولن نشعر بأيٍّ من ذلك. إنَّ الله عظيم!

ثمَّ من بين الإسرائيليين، كان هناك أناس تركوا أنفسهم ينجرفون وراء الشهوات تاركين الحضور الإلهي. فعادوا إلى الشعور بالأعراض الطبيعية لأشياءِ الحياة التي أزِيلت منهم. لذلك يجب أن نكون على دراية بمقترحات العدوِّ، التي لن يلاحظها أحد مع إغراءاته. إذاً، إذا لم نتنبَّه ونصلِّي، فإننا سنسقط في شراكه. وإذا حدث هذا، سنُعاني الكثير.

لقد عاد عطشهم عندما أخطأوا، فصرخوا إلى الربِّ فأخرج لهم المياه من الصخرة. وهذه الصخرة هي يسوع، الذي لديه أيضاً الحب والسعادة والسلام وثمار الروح الأخرى لإشباعنا وتقويتنا، حتى نتمكَّن من الجري بثبات في الجهاد الذي وُضع أمامنا (عبرانيين 12: 1). إنَّ قدرة الله غير محدودة على تلبية احتياجاتنا في المسيح يسوع (فيلبي 19:4). إذن، لا تنغمس في أيِّ عوز بل زوِّد كلَّ الأشياء بالإيمان بابن الله.

إنَّ الرب مستعدٌ لشقِّ الصخرة وإرواء عطشنا. والآن بمجرّد أن يكون هو القدير، لا يمنحنا الماء فحسب، بل يمكنه أيضاً الشفاء والمساعدة الماليِّة والحكمة والبركات الأخرى. ما الذي لا يفعله الله ليبقينا أحياء في محضره ويساعدنا على القتال الصالح حتى ننتهي من السباق، ونحافظ على إيماننا؟ انظر ماذا تريد منه أن يفعل من أجلك، وبعد ذلك اذهب إلى الكلمة وانتبه لها.

سوف تندفِق المياه في كلِّ مرة يحددها الله. لذلك، حاول أن تعيش في شركة معه من خلال عدم الاستسلام لأيِّ تجربة. وتذكَّر: فقط أولئك الذين هم في القداسة سيرون الربَّ (عبرانيين ١٤:١٢). فافعل ما عليك فعله حتى لا تتورَّط في أكاذيب العدوِّ. لقد حان الوقت لتغيير الإيمان بيسوع والعيش فيه!

في المسيحِ، مع محبَّتي

د. ر. ر. سوارز