رسالة اليوم

11/11/2023 - (ذهبَ بعيداً مثل شاةٍ ضالّة)

-

-

"ضَلَلْتُ، كَشَاةٍ ضَالَّةٍ. اطْلُبْ عَبْدَكَ، لأَنِّي لَمْ أَنْسَ وَصَايَاكَ." (المزامير ١١٩: ١٧٦)

هناك الكثير من الناس الذين ضلوا عن حظيرة الربِّ وإذا لم يعودوا في الوقت المناسب، فسيكونوا طعاماً للحيوانات البريِّة. لقد قارن كاتب المزمور نفسه بخروفٍ ترك القطيع واستسلم لخداع العالم. وبدون حماية الراعي، لن يُقاد إلى المراعي الخضراء ولا إلى مياه الراحة، حيث يكون آمناً. إنَّه لأمر محزن أن تتصرَّف وكأنك أحمق وتفتقر إلى الحكمة.

هذا وأنت تعرف متى تضلُّ بالصمت الذي يأتيك بشأن الله. من دقيقة إلى أخرى يبدو الأمر كما لو أن الربَّ غير موجود، ثمَّ أثناء السير في عدة أماكن للشهوات لا تعُد تشعر بالرغبة في العودة. لكن عندما يحدث لك شيء سيء، فإنَّك تحاول التحدُّث إلى الله لتلقّي مساعدته. ومع ذلك، بمجرد حلِّ مشكلتك تبتعد بنفسك عن الله مرة أخرى. وفي كثير من الحالات، يكون طريق اللاعودة.

إنَّ الباب الواسع يخدع كثير من الناس بعروضه فهناك سعادة يسيرة وكاذبة. فالملذَّات مروعة، وعندما تصل إلى النعيم، يسيطر مزيج من الإحباط والثورة على داخلك، لأنَّك تعلم أنك لا تنتمي إلى عالمِ الهلاك. فلماذا تصرُّ وتتجاوز، إذا من الممكن ألا تعود أبداً؟ وماذا يحدث للأغنام التي تذهب بعيداً إذا لم تكن لديها الفطنة التي تمتلكها الحيوانات الأخرى، للعودة إلى الربِّ؟

ثمَّ لا يُستحق العيش بدون شركة مع الآب لأنَّ الأحلام تُمحى والخداع الذي يقدِّمه العالم يقتل كلَّ فضيلة، وتبدأ في العيش كما لو أنَّ حياتك الأرضية ستدوم إلى الأبد. في الواقع، ما هو أبديٌّ؛ أي روحك، لم يعد يهمُّك بعد الآن، وكل ما تريده هو أن تسعد بطرق الهلاك. والشيء الجيّد أنَّ الله لا يتخلَّى عنا. وهكذا، يمكننا سماع الصوت الإلهي والعودة إلى حظيرة الخراف المقدَّسة.

لقد حان الوقت لنطلب منه أن ينقذنا لأننا لا نعرف حتى كيف نعود إلى ديارنا. هذا وشعر الكثير من الناس بحضور الله وأحبُّوا أن يكونوا في بيت الآب، لكنَّهم اليوم لم يعودوا يشعرون بذلك بعد الآن ويمشون بالوحدة والضياع، ولا يعرفون كيف يعودون. لذلك فإنَّ الصلاة إلى الآب ليبحث عنهم ويجدهم ويعيدهم إلى حظيرة خرافه مهمةٌ جداً. فإذا كنت بحاجة إلى الحبِّ والحماية المستمرة، فعليك أن تصلِّي.

السبب في أنَّ الرب يلاحقك لأنَّك لم تنسَ وصاياه. وبالتالي، هناك علاقة بينك وبينه. الحقيقة هي أنه لم يكن عليك أبداً تذوّق تقدمة العالم، وفشلت في تلبية دعوة الآب التي كانت ستمنحك الكثير في حضوره. ومع ذلك، إذا كنت تريد حقاً العودة اقترب من الله كما أنت، فهذه الرغبة هي الدليل على أن العليَّ قد وجدك بالفعل.

يستمر الاحتفال في بيت الآب ولكن بالتزام. فمعه تتحرّر من المفترسين الذين يهلكونك. ولا يمكن أن تُصاب بسهام العدوِّ إذا كنت في حضن الراعي. لذا، هل تسمع الصوت الإلهي الذي يقول إنَّك له ولن يصيبك شر ولن يقترب وباءٌ من مسكنك؟

في المسيحِ، مع محبَّتي

د. ر. ر. سوارز