رسالة اليوم

09/11/2023 - (صلاةُ حزقيَّا)

-

-

"قُلْتُ: لاَ أَرَى الرَّبَّ. الرَّبَّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. لاَ أَنْظُرُ إِنْسَانًا بَعْدُ مَعَ سُكَّانِ الْفَانِيَةِ." (إشعياء ٣٨: ١١)

بعد الشفاء، كتب الملكُ حزقيَّا ترنيمة وغنى في بيت الله مع أصدقائه وأقاربه. لقد كانت معجزته عظيمةً لدرجة أنَّ الخبر انتشر في كلِّ مكان. إنَّ ما يفعله أو سيفعله العليُّ من أجلك سيقود أيضاً الكثير من الناس إلى الاندهاش بهذا الإله الشخصي والوديّ للغاية لأولئك الذين يسرّون بعمل وصاياه ويخدمونه بخوفٍ ورعدة. إنَّه رائعٌ في العمل لصالح أحبائه.

لقد وصل حزقيّا إلى نقطةٍ لم يعد فيها قادراً على تحمُّل المرض الذي أصابه. فبدأ يعترف أنَّه لن يرى الربَّ بعد الآن في أرض الأحياء والتي بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين خلِصوا لا تحدث فرقاً لأنَّهم لم يروا العليَّ يعمل لصالحهم. من العار أن يُطرد أولاد الله بينما يسبقهم الزواني في الإيمان. لماذا يهتمُّ الناس بالأشياء الباطلة أكثر من اهتمامهم بما يقوله الله؟

هل تُستجاب دائماً صلواتك؟ في عدد قليلٍ منها فقط، أوَ لم يباركك الربُّ أبداً؟ إذا كانت الإجابة هي الإجابة الأولى، فأنت حكيمٌ، لأنَّك لم تلبِّ احتياجاتك فحسب بل ستتمكَّن أيضاً من المصارعة مع الله وستنتصر عندما يأتي أمامك شيء خطير وشرٌّ، تماماً كما حدث مع ملك يهوذا. ومع ذلك، إذا كان الله مجرّد شخص غائب معروف في حياتك فماذا ستفعل عندما تتلقَّى حكم الإعدام؟

لقد قال الله لحزقيّا أن يوصيَ بيته، لأنَّه سيموت بالشرِّ الذي كان يصيبه (إشعياء 38: 1). وكان يعلم أن إشعياء نبيُّ العلي وأنَّه كان أميناً، ولهذا كان يعتبر نفسه مستبعداً، وهذا ما فعله. ومع ذلك، حدث شيءٌ في روحه، ربَّما ذكرى مشكلة تم حلُّها في حياته أو في حياة شخص آخر. ثمَّ بدأ بالصلاة، وفي غضون دقائق عاد النبيُّ ليبشِّره بأنَّه سيعيش (الآية 5).

ليس من الصواب قبولِ خبر يقول إنَّك ستموت قبل أن تبلغ 70 أو 80 عاماً، كما يقول الكتاب المقدَّس إنَّه العمر الذي أذن به الله (مزمور 10:90). ومع ذلك، إذا كنت لا تلتقي مع الربِّ ولا تعرف كيف يشعر، فعندما يصيبك وباء، سوف تتماشى وتعتقد أنَّه في حالتك هي إرادة الله. ومع ذلك، لم يكن الملك حزقيّا موافقاً على الأخبار القادمة من الربِّ ورفع طلبه وشُفي.

لذا، لا تقل شيئاً يخالف الكتاب المقدَّس بل أعلن ما هو مكتوب فيه، لأن الربَّ يسره تحقيق كلمته. وإذا لم تشنَّ حرباً ولم تكافح، فستقود الكثير من الناس إلى الفشل، وهو ما كان سيحدث بالتأكيد ليعقوب، على سبيل المثال، إذا لم يحارب الله طوال الليل وانتصر. كان لديه وعدٌ بأنَّه سيعود إلى أرضه بسلام ولن يصيبه شرٌّ، ولهذا صلَّى واستُجيبَ له. الله هو نفسه اليوم!

أخبر ما يقوله الآب عنك، وتمسَّك بما يخصك وقم بتنفيذ وصاياه، ثمَّ عندما لا تتوقع، سيأتي خبر سار من قلبه ويخبرك بالأشياء العظيمة التي أعدَّها لك. اليوم هو يومك للوقوف في الكلمة والإدلاء بشهادةٍ عن صلاح الله القدير.

في المسيحِ، مع محبَّتي

د. ر. ر. سوارز