رسالة اليوم

07/01/2017 - هَذا هو مَجْدُكَ

-

-

تَعَقُّلُ الإِنْسَانِ يُبْطِئُ غَضَبَهُ وَفَخْرُهُ الصَّفْحُ عَنْ مَعْصِيَةٍ (أمثال 19: 11).

قَدْ أعَطىَ الخَالقُ للإنْسانِ مَجداً وهُو عَطيةٌ من الرَّبِّ، على أن لا يَتعثّرَ في الخَطايا. وبِالفهْمِ الذي يَحصُل عَليهِ من كَلمةِ الرَّبِّ، يُمكنهُ أن يُبطئ في غَضبهِ ولا يَحكمُ بِنفسهِ. وعَدمُ استعْمالِ مَا أعَطاهُ الله لهُ يَعني اِحتقارَ عَطية اللهِ سُبحانهُ، إنّمَا العَملُ وفقاً للمَشيئةِ الإلهيةِ يَجعلُ الآبَ مَسروراً، ويَمنحنا القوَّة.

الله سُبحانهُ كُلّي العِلم، وعِندمَا خَلقَ الكائن البَشري، كَانَ يَعلمُ بالتجاربَ التي سَيتَعرضُ لهَا هَذا الكَائن الذي خَلقهُ على صُورتِهِ ومِثالهِ. وأعَطاهُ الرَّبَّ القُدرةَ الرُّوحيةَ للسَيْطرةِ على تَجاربِ العَدُوِّ. لأنّ مَا يُريدهُ الشَّيْطانُ حَقا، هو أن يَجعلَ الإنْسانَ يَستعمل قُدرتِهِ الرَّوحيةِ ليَنْتقم لِنفسهِ ويَلْعن من يُسيءُ إليهِ، ولا يَمنحهُ الغُفران. َ

عِندمَا يَستخدمُ الشَخص مَا يُسمى بِحقّ الرّدِ على أيّ هُجومٍ، يَبتعدُ عنْ يدِ الرَّبِّ ويُصبحُ حَبيسَ القُيودِ الشَّيْطانيةِ. لكنْ، حِينمَا يَصفحُ عن المُعتدي، يَتحرَّرُ من أي تَدخلٌ شَّيْطاني، ويَمتلئُ قَلبهُ بَالفرحِ. لأنّ المُكافأةَ للذي يَغفرُ هي أكثرُ قيمةً من الذي يَنالُ الغُفرانَ.

أمَّا الشَخَصَ الذي يَرجعُ لكلمةِ الرَّبِّ يَحصلُ على الفَهمِ الكَاملِ منهُ، ولا يَسمحُ للغَضبِ أن يُسيطر عَليهِ، والنَتيجةُ، لا يَكونُ خِيارهُ الانْتقامُ. وفي الواقعِ، حَسبَ الإهانةِ، سَيكونُ الإنتِقامُ، لكنَّ وحَدهُ الرَّبَّ الذي من حقهِ أن يُمارسهُ. فأفضلُ شيءٍ في الحياةِ هو العملُ بإرشادِ الرَّبِّ. وفي نَفس الوقتِ نتركُ لهُ الفُرصةَ لإتمامِ عَملهِ، وكَذلكَ من الضَروري أن نَطلبَ مِنهُ الرَّحمةَ، ليَحصلَ الآخَرون على الغُفرانِ.

يَتركُ الجُهال استِعمالَ مَا أعَطاهُم الرَّبَّ لحَسْمِ أيّ مشكلةٍ. أمَّا الحُكماء فَيُطيعونَهُ ويُفضِّلونَ المُعاناةِ والآلام، بَدلاً من الحُصولِ على العَكسِ بِدونِ مَشيئةِ الرَّبِّ، فَنحنُ عِندمَا نُطيعُ الآبَ، نُكرمهُ، بَينما عِندمَا لا نُطيعهُ، فَنحنُ نَزدريهِ. لذلك لا تَحتقر أبداً المُكرَّم والمُمَجّد إلى الأبدِ.

تَصرَّفَوا الكثير من أنفسهم في المَاضي وتَركوا تَوجيهَ الرَّبِّ على جَانِب، لكِنّهُم نَدموا فِيما بَعْد. واليوم، نَفسُ الخَطأ يَرتكبهُ الذي لا يَنتبهُ إلى تُوجيهاتِ الخالقِ في بعضِ الأحوالِ. وإذا كان هُناكَ أحدٌ يَجبُ أن يَكونَ مَسروراً من تَصرّفاتِنا، فَيجبُ أن يَكونَ الرَّبُّ الإله. ولذَلِك لنَجعلَ الشَّيْطانَ دَائماً تَعيساً وفَاشِلاً بِما نَفعلهُ. والسِّرّ هو لكي نَجعلَ الآبَ مَسْروراً.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز