رسالة اليوم

05/11/2023 - (إتمام كلَّ برٍّ)

-

-

"فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ." (متى ٣: ١٥)

من أهمِّ الأشياء التي يمكننا القيام بها هو إتمامُ كل برِّ الله. أولئك الذين يفعلون ما تقوله الكلمةُ، بالإضافة إلى طاعة إرادة الربِّ، يتعلَّمون أن يكونوا حكماء وأذكياء وبالتالي يتخلَّصون من الفخاخ التي نصبها العدوِّ. والآن، إذا لم يتمَّ التراجع عنها، عندما لا يتوقعَّون ذلك، فسوف يقع الشخصُ في أحدها. أولئك الذين يتمِّمون كل برٍّ أحرارٌ في أن يحاججوا الربَّ وسيتم الاستجابة لهم.

يوحنا المعمدان - الذي جاء ليعدَّ الطريق ليسوع (لوقا 1) قاد الكثيرين إلى التَّوبة. أولئك الذين تابوا بواسطة خدمته تمَّ تعميدهم في المياه، لكن كان عليهم أولاً أن يعترفوا علانيَّة بخطاياهم. وفي ذات يوم، رأى السيّد يقترب ليعتمد وأخبره أنَّه لن يعمِّده لأنه أراد أن يعتمدَ من قِبل حمل الله (متى 3: 13 ، 14).

كانت إجابةُ يسوع أن يعمِّده ، لأنَّه كان يليق به أن يتمّم كلَّ برٍّ (الآية ١٥). إذا كنت متأكداً من أنَّ شيئاً ما يخصّك، فلا تتعجَّل في الحصولِ عليه. أولاً اعرف ما يقوله الكتاب المقدَّس عن ذلك وانتظر حتى يمنحك الربُّ الموافقة لإنجازِ العمل. لأنَّه حتى لو كنت تملك كلَّ الأسباب فليس من الجيّد المضي قدماً والقيام بما يُسمح لك بفعله يوماً ما. فإنَّ انتظار الخطوة السماويِّة له أهميّة كبيرة.

هناك الكثيرُ من الأشياء التي يجب تركها جانباً حتى يتحقَّق برُّ الله. بعد كلِّ شيءٍ، نحن متعاونون مع الربِّ، وبسبب ذلك يجب أن يأتي كلُّ ما نفعله منه. علاوة على ذلك، عندما يقوم الربُّ بعملٍ، فهو بالتأكيد الأفضل. لذلك، لا يجب أن تفعله بقدرتك ولا بمساعدة أيِّ شخص آخر. من خلال عمل الربِّ، لن يفشل ما أعطيَ لك.

استسلم دائماً لتعاليم الكتاب المقدَّس، لأنك ستكون أكثرَ بركة. هذا وإنَّ الربَّ يعرف كلَّ شيء، لذلك عندما يوجِّهنا لإنجازِ مهمة أو عدم إنجازها، فإنَّه يعطينا أفضلَ إرشاد. وعدم اتِّباع التعاليم المقدسة للكلمة هو السَّير في الظلام، والذين يفعلون ذلك سوف يتعرَّضون للعديد من العقبات التي يضعها العدوُّ لإيذاء أولئك الذين تمَّ إنقاذهم في رحلتهم.

لقد كان يوحنا حكيماً عندما رفض أن يعمِّد السيّد، لكنَّ الربَّ كان أكثر حكمة بإعطائنا هذا الدرس المهم جداً، لهذا تمَّ تسجيل هذا الحدث لمصلحتنا. فليس من الحكمةِ عدم الخضوعِ لأيِّ من الوصايا الكتابيّة لأنَّنا إذا فعلنا ذلك فسنعتبر متمرِّدين. نظراً لأهميِّة الوصايا - ففي النهاية تمَّ إعطاؤها لمصلحتنا - يجب مراعاة أيٍّ منها، حتى لو كانت تُعتبر من أصغرها.

إذاً، اسمح لله أن يعلّمك الحقَّ حتى تنجو. ولا تفشل أبداً في تلبية ما يقوله لأنَّ أولئك الذين يمتلكون شيئاً بالفعل سيحصلون على المزيد. ومع ذلك، فإنَّ أولئك الذين يحتقرون تعاليم الربِّ سيفقدون حتى ما لديهم. هذه واحدة من أهمِّ اللحظات بالنسبة لك للانفتاح للآب في الصلاة وتصحيح الأمور معه. ماذا عن فعلِ هذا الآن؟


في المسيحِ، مع محبَّتي

د. ر. ر. سوارز