رسالة اليوم

01/11/2023 - (لا تخفْ من تهديداتِ العدوِّ)

-

-

(لا تخفْ من تهديداتِ العدوِّ)

"يُخْضِعُ الشُّعُوبَ تَحْتَنَا، وَالأُمَمَ تَحْتَ أَقْدَامِنَا." (المزامير ٤٧: ٣)

منذ أنْ تمَّ التبشير بالإنجيلِ، استخدم الشيطانُ التهديدات لمنع الضالّين من سماع الحقيقة. فإنَّه يفعل كلَّ ما في وسعه لتجنُّب فقدان شخص آخر تحت سيطرته. يجب أن تكونَ الإجابة على أيِّ مظهرٍ من مظاهر غضب العدوِّ هي نفسها التي قدَّمها يسوع لأولئك الذين نصحوه بالفرار لأنَّ هيرودس أراد قتلهُ. ''فَقَالَ لَهُمُ: «امْضُوا وَقُولُوا لِهذَا الثَّعْلَبِ: هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ، وَأَشْفِي الْيَوْمَ وَغَدًا، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أُكَمَّلُ." (لوقا ١٣: ٣٢)

لماذا نخافُ رسائلَ الشيطان ونحن خدَّام الله؟ في ضوء هذه الحقيقة، ماذا يستطيع العدوُّ أن يفعل ضدَّنا؟ لماذا نخاف مما يقولُ؟ لا تساوم الشيطانَ، لأنَّه يدَّعي أنَّه صالحٌ لكي يربح نفسكَ. إن لم تخاف إبليس يحفظك الربُّ. من ناحيةٍ أخرى، إذا سمحتَ للخوفِ بالسيطرةِ عليك، سيجد العدوُّ باباً مفتوحاً لاقتحامِ منطقتكَ وتنفيذ أعماله الشرّيرة.

في أيامِ داود، كان الوعد العظيم للربِّ أنَّه سيأتي اليوم الذي سيخضع فيه الشعوبُ تحتنا، وقد تحقَّق هذا الوعد بموتِ وقيامةِ يسوع الذي دفع ديوننا واشترى خلاصَنا. لذلك لا تخف من هجوم الجحيم، فقد تستخدم مملكةُ الظلمة كلَّ أسلحتها ضدَّك، لكن لن ينجح أيُّ منها. وكلُّ ما عليك فعلهُ هو الثَّبات في إيمانك بالمسيحِ وسوف يحميك الله.

هناك أجزاءٌ كثيرةٌ من العالم لا تزال مغطاة بالظلمة الروحيَّة، على ما يبدو أنَّ الشيطان يحكم دون أيِّ مشاكل. ومع ذلك، عندما تأتي كنيسةُ الربِّ برسالة النور، ينتهي هدوءُ الشيطان. وسيحاول منع أعمال اللِه من التقدُّم ولكنَّه لن يكون قادراً على ذلك، لأنَّ يسوع قال إنَّ أبواب الجحيم لن تقوى على كنيسته. (متى 18:16). فالعدوُّ يعلم أنَّ الله يوجِّه المسيرة المجيدة للمُخلَّصين إلى النصرِ.

في كلِّ خطوة للأمام تخطوها الكنيسة - سواء في شعبنا أو في أيِّ مكانٍ آخر، تعمل قوة اللهِ على أن تسودَ كلمته. وكلُّ نفس تربحها للمسيح، تجعلُ بذلك بلدك مكاناً أفضلَ. وبما أنَّ الكتاب المقدَّس يقول: طُوبَى لِلأُمَّةِ الَّتِي الرَّبُّ إِلهُهَا (المزامير ٣٣: ١٢)، تُظهر أنَّ الخصمَ يخضعُ لنا. عندما تربح كلَّ نفسٍ، سيأتي المسيحُ ليأخذ كنيسته لتكونَ معه إلى الأبد.

ليس من المُستغرب مقدارُ الجهد الذي بذله الشيطانُ لشلِّ أعمال الله، ساعياً إلى جعلِ شعب الله يواجه التَّجارب الصعبة. لكن الخبر السار هو أنَّ أبينا السماوي يعرف خطط الشيطانِ. من لا ينخدع بأكاذيب الشيطان يُدعى خادماً صالحاً وأميناً ويدخل ملكوت الله الذي أُعِد له منذ تأسيس العالم، لذلك قاومْ الشهوات.

لم ولن يكون هناك مرةً واحدة ترك فيها الربُّ أبناءه. فالبعض يقعُ في الخطيئة، والبعض يعثرُ البعض الآخر، ولكن الذين يصبرون حتى النهاية ولا يتركون الشيطانَ يخدعهم، سيجدون أنَّ القدير يفي بكلِّ وعوده بأمانةٍ. فهو يعرفُ كيف يحمي أولادَه من فخاخ مملكةِ الشرِّ.

في المسيح، محبَّتي لكم

د. ر. ر. سوارز