رسالة اليوم

31/10/2023 - (عندما ينفصلُ اللهُ عنَّا)

-

-

"وَأَنَامَتْهُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَدَعَتْ رَجُلاً وَحَلَقَتْ سَبْعَ خُصَلِ رَأْسِهِ، وَابْتَدَأَتْ بِإِذْلاَلِهِ، وَفَارَقَتْهُ قُوَّتُهُ." (القضاة ١٦: ١٩)

لقد تلاعب شمشون بالحقِّ عدَّة مرات فقط ليكتشف أنَّ العيش في تكريسٍ أفضلُ من الاستمتاع بتلك الأشياءِ التي تمنعها عنَّا كلمةُ الله. وسيأتي اليومُ الذي سيظهرُ فيه الكبرياء ضعيفاً وكاذباً، وهو في الواقع كذلك. الأفضلُ أن تخافَ اللهَ، وبهذه الطريقة سيمكنك تمييزَ الأمور بشكلٍّ صحيح. فكلُّ وعود الربِّ ستتحقَّق عندما تؤمن، ولا تسمح للشيطانِ أن يخدعكَ بأكاذيبهِ. كنْ أميناً دائماً!

جاء شمشون إلى العالم بأمر صريح من الله. فكانت والدته عاقراً ثمَّ زارها ملاكٌ من الرِّ ، وأخبرها أنَّها ستلد طفلاً سيكون نذيراً لله من الرَّحم إلى يومِ وفاته. ويجب عليها هي وزوجها مراعاةَ بعض الأمورِ. كان هذا كلُّ ما أراد مَنوح وزوجته سماعه. من دونِ أدنى شكٍّ، لقد كانوا يصلّون لوقتٍ طويل من أجل طفلٍ. فكان الوعد أنَّ الطفل سينقذ إسرائيل من أيدي الفلسطينيين.

كان شمشون قوياً جسدياً، لذلك كان يعتقد أنَّه قويٌّ روحياً أيضاً. ونتيجةٌ لذلك، كشف نفسَه واستسلم للإغراء وعرّض حياته للخطر. إنَّ من يلعب بالنارِ سيحترق. لأنَّك عندما تعيش في وسط الخطيئة، بغضِّ النظر عن مدى صعوبة المحاولة، ستقع في النِّهاية في لحظة ضعفٍ. يقول الكتاب المقدَّس إن إبليس يجول كأسدٍ زائرٍ ملتمساً من يبتلعه (1 بطرس 8:5). فاهرب منه!

أولئك الذين يرغبونَ في الحصول على نعمةٍ من الله يحتاجون إلى مراعاة تعليماتِ الربِّ فيما يتعلَّق بكيفيَّة تصرُّف خدَّامه. ففي أيِّ موقف، حتى إذا دفعتك الظروف إلى الاعتقاد بأنَّ بعض الشهوات لن تسيطر عليك أبداً، فلا تستسلم لأنَّك إذا وقعت في الخطيئة، فسوف تخسرُ إكليلك. وعلى الرَّغم من أنَّ الشهوة الحاصلة قد غُسِّلت بدم يسوع، إلا أنَّها ستبقى في أذهان الكثير من الناس، مما يسبّب لك ضرراً شديداً في المستقبل.

إنَّ رؤية شمشون يمنع الفلسطينيّين من إخضاع إسرائيل، إذ لم يتمكَّنوا من هزيمته بالقوّة الجسديَّة، كما حدث عندما قتل شمشون ألفاً منهم، طلب الفلسطينيون من دليلة أنْ تكتشف مصدرَ قوُّة شمشون. فقد كانوا يعلمون أنَّ هناك شيءٌ غير عاديٍّ فيه وإذا تم إزالته عنه، سيضعف شمشون.

تعرفُ المرأة الشرّيرة كيف تصيبُ الرجل بالجنون، لذلك لا يمكنه الهروب من شرِّها إلا إذا بقي ثابتاً في كلمةٌ الله. ولأنَّ دليلة كانت تُضايق شمشون يومياً لإخبارها بمصدر قوتهِ، أقنعته أخيراً وأخبرها شمشون بسرِّه، ولم يستطع مقاومةَ من أُرسل ليهزمُه بسحرها وخداعها.

لقد كشف شمشونَ سرَّه لدليلة وفازت - وقد حصلت على أجرٍ جيّد مقابلَ ذلك. ونتيجةٌ لذلك خسرَ شمشون شعره وقوَّته. عندما قالت له دليلة إنَّ الفلسطينيّين سيأتون من أجله، اعتقد شمشون أنَّه قادرٌ على هزيمتهم، لكنَّه لم يكن يعلم أنَّ الربَّ قد فارقه.

في المسيح، مع محبَّتي

د. ر. ر. سوارز