رسالة اليوم

28/10/2023 - (صرخةُ النبوَّة المقدَّسة)

-

-

"لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ! مِنْ حَضْرَتِكَ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ." (إشعياء ٦٤: ١)

مع سقوط آدم، أصيبت خطةُ الربِّ للبشرية بالشَّلل، لذلك خلق الله خطةَ الخلاص، حيث جاء ابنه ليخلِّصنا من العقاب الأبدي، ودفع ثمناً لا يستطيع دفعه أحدٌ سواه. يجب أن يكون الجنسُ البشري مستعداً لهذا اليوم ويجب أن يتمَّ توقيت الأحداث حتى لا تحدث أيّ مقاطعة أو تأخير لمثل هذا الحدث.

ماذا سيكون مصيرنا لو لم يكن نوح كارزاً للبرِّ، وبدلاً من ذلك لو تلَّوث بالفساد في أيامه؟ بالنسبة للعين البشريِّة، فإنَّ ما أعلنه نوح كان جنوناً ولكن ليس للهِ. لمدة 120 عاماً قال نوح للناس إنَّ العالم سيغرق وإنَّ كلَّ من لم يصعد على الفلك سيموت. ومع ذلك، سخر الناس من نوح رغم أنَّه كان محقاً تماماً (متى 24.37-39).

كانت مشاركة إبراهيم في خطَّة الفداء أيضاً ذات أهميِّة قصوى لأنه توسَّل إلى الربِّ لكي تحبل سارة، وعلى الرغم من تقدمها في السن فقد أنجبت إسحاق. ومع ذلك، على الرَّغم من أنَّ كلَّ شيء قد تمَّ إعداده بالفعل، إلا أنَّ إبراهيم سمع لزوجته وأنجب ابناً من هاجر، جاريةُ زوجته (انظر تكوين 16)، لكن الله لم يتخلَّ عنا. كم هو رائعٌ!

لقد حفظ الربُّ إبراهيم في مصر، وفي بيت أبيمالك وأينما ذهب. ومن ثمَّ سمع الربُّ لصلاة إسحاق عندما توسَّل إليه لكي تحبل رفقة، وباركه الله وأصبح لديه ولدين. ومع أنَّ البكر كان عيسو وهو لا يزال في بطن أمه، دفع عيسو أخيه يعقوب وولد أولاً، ولكن بإرشاد الربِّ، أمسك الأصغر بكعبِ أخيه، كما لو كان يقول إنَّه سيحلُّ محلَّه يوماً ما كبكرٍ. (انظر تكوين 25).

مثال آخر هو جهاد يهوذا عندما انضمَّ ابنه إلى الشيطان حتى لا يولد المخلِّص كما ينبغي. فكان على الله أن يقتله، وانضمَّ أخوه الأصغر أيضاً إلى خطة الشيطان بإلقاء بذاره في الأرض، ومرة أخرى تكرَّرت القصة نفسها، وقتله الربُّ. فقد حارب العدوُّ بكلِّ قوته لمنع خطط الله من النجاح. فكان على زوجة ابن يهوذا أن تتظاهر بأنها عاهرة من أجلِ أن تأتي خطة الفداء (انظر تكوين 38).

ما بدا أنَّه استغرق وقتاً طويلاً كان على وشكِ أن يمضي. لقد صرخَ إشعياء ممتلئاً من الروح القدس إلى الفادي ليشقَّ السماوات وينزل، كما هو موصوف في الآية التي ندرسها، و قد تحقَّق هذا الوعد بعد 700 عام مع ولادة يسوع في بيتِ لحم. ثم عندما تعمَّد المسيح في الماء انفتحت السماوات ونزل الروح القدس كحمامةٍ على يسوع، وتكلَّم الآب من السماء مقدِّماً إيِّاه على أنَّه ابنه الحبيب (متى 3.16-17). تقريباً كلُّ شيء كان جاهزاً.

لقد حان الوقت الآن لتهتز الجبال أمام حضور الله. وعلى الرَّغم من أنَّ خطة الله لم تكتمل بعد، إلا أنَّ الأحداث تشير إلى أنَّ اليوم سيأتي عندما يُظهر الناس المخلَّصون أنَّ الله قد فدى الكل بالفعل. العالم يستعد للحظة انفجارٍ عظيم لقوَّة القدير.

محبتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز