رسالة اليوم

26/10/2023 - (يفي اللهُ بما تكلَّم بهِ)

-

-

"لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟" (العدد ٢٣: ١٩)

إنَّ واحدة من الأمورِ المؤكَّدة في الحياةِ هي أنَّ الربَّ يفي بوعودهِ. في اللحظةِ التي تشعر فيها أنَّ الكلمةَ متاحةٌ لك، انظر بتمعُّن وأدرك إنْ كان وعداً أم إعلاناً يخصُّ عملُ الله من أجلكَ. إذا تمَّ إعلان أمرٌ لك من قبلِ الله نفسه، فآمن بأنَّه لن يسقط حتى ولو زالت السماوات والأرض. فالإنسانُ من الممكن أن يغيِّر كلامه لكنَّ العليَّ لا يفشل أبداً في تنفيذ كلامه.

بغضّ النظر عن كم يبدو الإعلان عظيماً أو مستحيلاً فإنْ كان الربَّ الذي أعلن عنه لك فسوف يحقِّقه بكلِّ تأكيدٍ، حتى لو اضطرَّ الأمر أن يقوم به شخصَّياً. ثمَّ إنَّ الرسالة المذكورة في الآيةِ أعلاه هي إحدى الطرقِ التي يتكلَّم بها اللهُ عن الثقة التي يجب أن نتمسَّك بها في ما يخصُّ الوعد الذي قطعه لنا في اللحظةِ التي يعلن لنا فيها عن هدفهِ.

تجرَّأ أنْ تؤمن بما تشعر بهِ عندما تستمع إلى كلمةِ الله أثناءَ الوعظ أو عندما تقرأ في الكتاب المقدَّس، وارفضْ كلَّ أعذار؛ بل اقبلْ فقط تحقيقَ ما تمَّ قوله. حتى ولو شعرتَ بصعوبةِ تحقيق الأمر أعطِ مجداً لله لأنَّه لا يعسرُ عليه أمرٌ. في الحقيقةِ، عندما يعلن لك القديرُ عن شيءٍ ما فإنَّه قد سبق وبدأ بالعمل لإنجازهِ. كلُّ ما عليك فعله هو أن تستعدَّ لما قاله.

حينما سمعَ إبراهيم من الله إنَّه سيصبحُ أباً، فبالرغم من تقدُّمه بالسن هو وامرأته، إلا أنَّه لم يشكَّ في وعد الربِّ له، وبدلاً من ذلك أعطى مجداً لله واثقاً تماماً أنَّ ما وعد به هو قادرٌ أن يفعله أيضاً. وبسببِ ثقته تلك أصبحت امرأته أمّاً. يجب علينا أن نتصرَّف بتلك الطريقة بالنسبة لكلِّ شيءٍ قد تمَّ إعلانهُ لنا من قبلِ كلمة الله. لذلك، لا تخجلْ بل اجعل عملَ الله يتحقَّق.

لقد تضرَّع إسحاق للربِّ من أجلِ زوجته، وكانت رفقة عاقراً وأنجبتْ. فقد كان تضرُّعه مستنداً على وعد الله في ما يخصُّ مجيء المسيّا. ونتيجة لذلك، قد تمَّت ولادة عيسو ويعقوب وتمَّ اختيار الأخير لنوالِ بركة الله. لكن لكي يتمَّ تحقيق الوعد، كان على يعقوب أن يمرَّ بتجاربٍّ عدّة بما فيها الصراع مع الربِّ وغلبته.

أولئك الذين يبقون في دائرةِ الراحة الخاصَّة بهم بلا التضرُّع للربِّ لأجلِ ما قاله لهم لن يشهدوا أبداً تحقيق وعد الله ولن تتمَّ مجازاتهم لأنَّهم لم يعملوا ما يجب عليهم فعلهُ لله لإكرام كلمتهِ. فمنذ اللخظة التي نتلقَّى فيها عن ما يريد الآبُ أن يعطينا، نحن مسؤولون بالكامل عن تحقيقِ ذاك الوعد. لا تقبلْ أبداً فكرة صعوبةِ إنجاز العمل، بل بدلاً من التردّد تضرَّع للربِّ من أجل أسبابك.

كلُّ إعلان يمنحك إيِّاه الربُّ هو بمثابةِ وزنةٍ يتيحها لك، فما لم تفعل شيئاً بها لسوف تتمُّ محاسبتك في يومِ القضاء. من جهةٍ أخرى، إذا تضرَّعت للربِّ من أجل إتمامِ كلمته فستنَل المكافأة. لذلك، لا تسمح للعدوِّ أن يخدعكَ، جاعلاً إيِّاك تظن أنَّ الربَّ تخلَّى عن وعده. فأبونا السماويُّ يعرف تماماً ما يقول!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز