رسالة اليوم

25/10/2023 - (ثلاثةُ سلوكياتٍ مفيدةٍ)

-

-

"تَذَكَّرْتُ أَيَّامَ الْقِدَمِ. لَهِجْتُ بِكُلِّ أَعْمَالِكَ. بِصَنَائِعِ يَدَيْكَ أَتَأَمَّلُ." (المزامير ١٤٣: ٥)

في ثلاثِ جملٍ قامَ داود بأفضلِ سلوكيَّات يجب على الكلِّ أن يقومَ بها. فلم يكُن لديه مصدرٌ آخر للمعرفة عن أمورِ الله غير الكتب المقدَّسة التي كانت متوفِّرة آنذاك. وعلى الرَّغم من كون الإعلان لم يكُن قد اكتمل بعد، إلا أنَّ ما وجِد في هذه الكتب كان كافيِّاً لقيادة حياتهِ. في الحقيقة أنَّ داود كان أيضاً مثلَ نبي في المزاميرِ التي كتبها وفي قراراتهِ، وهذا هو سبب كونه رجلٌ بحسبِ قلبِ الله.

لقد تذكَّر أيام القِدم التي وقفَ فيها الله إلى جانبه وأنقذِ الأجيال من كلِّ أنواعِ المخاطر. ولأنٌَ الله لا يميِّز بين الناس، علم داود أنه بإمكانه الإعتماد على معونةِ الله، وعندما كان يحارب عن إسرائيل - حتى قبل أن يصبحَ ملكاً - كان متيقّناً كليِّاً أنَّه كان مجرَّد أداةٍ بيد الله لنصرةِ شعبه. وبعد ما أصبح داود ملكاً لم يشكَّ مطلقاً بشأن محاربةِ الله عنهم.

إنَّ تذكر أيامِ القدم يقوّي إيمانك، والربُّ من أجلِ صلاحه لم يعِن جيلاً واحداً فقط. والآن، لو لم يبقَ قلب داود ثابتاً في الإيمانِ بأنَّ الله لا يقف إلى جانب شخص ما أكثرَ من غيره، لكان قد أصيبَ بالإحباطِ. هذا وإنَّ ما فعله القديرُ مع شعب إسرائيل يفعلُ كذلك الأمر مع بقعةٍ أخري من العالمِ، لأنَّه لا يفشل أبداً في تحقيقِ كلامهِ لصالح أولئكَ الذين يلجأون إليه.

لقد لهجَ داود بأعمالِ يديّ الربِّ، ومن الجيِّد أن يفعل الجميع الأمر ذاتهِ، فعوض عن تذُّكر فشلنا والأيَّام التي صلّينا فيها ولم ننل الاستجابة وبالتالي تحمّلنا المرارة في قلوبنا لنفعلَ مثل ما فعل كاتبُ المزمور، وهكذا عملَ الربُّ لصالحه مستنداً على عملِ الله. عندما تدرك كلَّ الحقائق سينمو الإيمانُ بداخلك وستنال بركاتك.

لنأخذ قصةَ باراق كمثالٍ، أعلنت له دبورةٌ أنَّ الله يطلب منه المجيء إلى جبلِ تابور بعدد كبير من الناس وأخذِ عشرة آلاف رجلٍ من نفتالي وزبولون. لقد وعد القديرُ أن يجذبَ إليه سيسرا، قائد جيش يابين مع مركباته وجمهوره في نهر قيشون ويدفعه ليدِ باراق (قضاة ٤:٤-٧). سوف يلهمك هذا الأمرُ عند التفكير به، وستتمُ دعوتك لعمل الربِّ العظيم.

هناك الكثيرُ من الأمثلة في الكتابِ المقدَّس ستُلهم أولئك الذين يدرسون ما فعله اللُه في الأيام القديمة ويتأمَّلون فيها. ثمَّ إنَّ الربَّ مستمر بعمل الأمور عينها في كلِّ جيل. أولئك الذين استخدمهم الربُّ كانوا أناساً مثلنا تماماً، في الواقع لقد سمحوا للهِ أن يستخدمهم وبالتالي حرَّروا شعوبهم. سيعملُ الآب في الطريقةِ عينها مع كلِّ الذين عندما تتمُّ دعوتهم لا يخافون ولا يهربون.

وباعتبار عمل الله، حاول أن تفهم ما يمكنك أن تفعله إذا تمَّت دعوتك لقيادةِ عملهِ اليوم. وبالطريقة نفسها التي استخدم الربُّ فيها بطرس يريدك أن تكونَ أداة بين يديهِ. ومن تتمُّ دعوته يجب ألا يخجل لأنَّه عندما يتكلَّم القدير إلى أحدِ خدَّامه يجهّز مسبقاً كلَّ ما يلزمه للخوض في معاركه.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز