رسالة اليوم

23/10/2023 - (استجابةٌ فوريَّةٌ)

-

-

"وَيَكُونُ أَنِّي قَبْلَمَا يَدْعُونَ أَنَا أُجِيبُ، وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بَعْدُ أَنَا أَسْمَعُ." (إشعياء ٦٥: ٢٤)

بموجبِ العهدِ الجديد الذي يقوم على وعودٍ أسمى، هناك العديد من المزايا التي لم يشارك فيها المدعوّون "أبطالُ الإيمانِ". في الواقعِ، لقد أنارهم الربُّ وساروا في نورِ وجهه وعملوا أشياءً كثيرةً، لكن بالرغمِ من ذلك، في كثيرٍ من الأحيان فقط ومع تضحياتٍ كبيرة ومعارك صعبة تمكَّنوا من إرضاء الله وتلبيةِ طلباتهم، لكنَّ الثمن الذي دفعوه لم يعُد متوفراً بالنسبةِ لنا.

وبموجبِ العهدِ الجديد، كلُّ ما يتعيَّن علينا القيام به لنيلِ الاستجابة من الله هو الإيمانُ. وأفضلُ مثال هو الذي أعطاه يسوعُ، بصفته بداية الطريق الجديد خسر مصداقيَّته لكونهِ رفيقاً للعشَّارين والخطاة، ولكن أحد أكثر الأشياء التي تلفتُ انتباهَنا هو حقيقة أنَّه علم أنَّ الممارسات الدينية لا تحرِّك قوةَ الله؛ وبدلاً من ذلك حقيقة أنَّنا نحبَّه ونحفظ وصاياهُ.

هذا وعندما تفهمُ الكلمة لا تحتاج للصَّلاة من أجلِ تحقيق الوعود بل يكفي أنْ توافقَ على ما قيل لكَ وأن تنالها مؤمناً أنَّها ستتحقَّق. عندما يكشفُ لنا اللهُ شيئاً ما، فإنَّه يفعله أو يكون قد فعل ذلك بالفعلِ. لذلك باتِّباع تعليماته يمكننا أنْ نقود عمله إلى التَّمام. ثمَّ لا يمكن أنْ يفشلَ اللهُ القدير في أنْ يباركَ إنساناً أثبت حبَّه له حتى قبلَ الخوض في معركةٍ بالصَّلاة. في المسيحِ، كلُّ شيءٍ لنا.

قبل أن تصلِّي، لقد وعد الربُّ بالفعل أن يستجيبَ لصلواتِ أولئك الذين يؤمنون بيسوعَ. ففي واقعُ الأمر، لسنا غرباءً عن العهدِ الجديد بل نحن جزءٌ منه. والآن يجب أنْ نمتلك ما نحتاجهُ - أو ما سنحتاجه - فوراً عندما نفهم من كلمةِ الله ما أُعطيَ لنا، ثمَّ يجب أنْ نشكر الله على البركة حتى لو استمرَّت بعضُ الأعراض في إظهار أنَّه لم يحدثَ شيء، لأنَّ من يؤمن يقود عمل اللهِ إلى الاكتمال.

عندما نفتح قلوبنا للآب بشأنِ شيءٍ نحتاجه سوف يسمعنا بينما لا نزال نتحدَّث، وبحلول الوقت الذي ننتهي فيه من الصَّلاة سيكون قد استجابَ لهذا الأمر بالفعل. إنه لشرفٍ عظيمٍ أن نعلم بشأنِ انتمائنا إلى الربِّ والبركات التي يمكن أنْ نحصلَ عليها منه، فالخلاصُ هو أعظم هديَّة يمكن أن يحصلَ عليها الإنسان من الله. ومن أجلِ الحصولِ عليها كلُّ ما نحتاج إلى القيامِ به هو الإيمان، وينطبق الشيء نفسه على العطايا "الأصغر".

يجب ألا نضيِّع البركات بالاعتقاد أنَّنا لن ننجح في تحريكِ قوة الله نيابةً عنَّا، فهذه مهمةُ ملائكة الربِّ. لذلك، لا نحتاج إلى طلبِ مثل هذه التدخُّلات بل أن نؤمن بوعود الله ونؤمن أنَّها تحقَّقت. عندما نعطي صوتاً لكلمةِ الله، يتحرَّك خدَّام الربِّ الأعزَّاء ليقوموا بعمله.

لذلك لا تفشل في الحصولِ على ما هو ملكٌ لك بالفعل وإلا فقد يوبِّخك اللهُ، مثل يشوع الذي عندما تقدَّم في السن سمع من الربِّ أن هناك الكثير من الأراضي التي لم يتم غزوها بعد. فعندما تشعر أن شيئاً ما يخصك، احصل عليه بالطريقةِ الصحيحة! ثمَّ حتى قبل أنْ تدعو الآب سيكون قد أجابك بالفعل. هذه التعليماتُ تأتي مباشرةً من الربِّ الإله.

محبتي لكم، في المسيحِ

د. ر.ر. سوارز