رسالة اليوم

16/10/2023 - تُشْعِلُ النَّارُ الْهَشِيمَ

-

-

كَمَا تُشْعِلُ النَّارُ الْهَشِيمَ، وَتَجْعَلُ النَّارُ الْمِيَاهَ تَغْلِي، لِتُعَرِّفَ أَعْدَاءَكَ اسْمَكَ، لِتَرْتَعِدَ الأُمَمُ مِنْ حَضْرَتِكَ (اشعياء2:64)


إنَّ القيامَ بأعمالِ الله ينطوي على عمليَّة روحيَّة لا ندركها دائمًا. تتحدَّث هذه الآية عن إشعال حطب النَّار حتى غليان المَاء. يحدث هذا دائمًا عندما ننال البركة، لأنَّ كلَّ ما يعطينا الربُّ أمراً، الكثيرَ من الأشياء تحدث في العالم الرُّوحي، ومن ثمّ نُكافأ بما نسمّيه "معجزة". لذلك أكتب هذه الرِّسالة كي يحدث لك هذا.

أمرٌ ضروريٌّ أن نأخذ جذع الخشَب الذي أظهَره الله لنا في أرضهِ- كلمتهِ- تمامًا كما فعلَ موسى، الذي وجدَ جذعاً من الخشَب وألقى بهِ في مياه مارَّة، التي لم يستطِع الإسرائيليُّون شُربها لأنَّها كانت مُرَّة. بمجرَّد أن استخدم خادمُ الربِّ إيمانه، أصبحَ الماءُ صالحًا للشُّرب، ويمكن للإسرائيليين أن يرووا عطشهم. يأمرنا الله أن نضرمَ النَّار في هذه الآية، حتى تغلي مياهه- إعلاناتِ كلمته. وبالتّالي ستكون أعماله في متناول أيدينا.

لقد حذَّرنا الربُّ قائلاً: "حيثُ لا حطب تنطفئ النَّار" (أمثال20:26). لهذا كثيرًا ما نضطرُّ إلى تسلُّق جبل الله لنجلب الحطب لدعم خدمتِنا، والتي يجب اختبارها على أنَّها من الربّ. الغرضُ من النَّار هو حرقُ الحَطب، وإضرامُ نار الوحي الإلهي، حتى يغلي الماء؛ وهكذا عندما نأمر الشِّرير أن يُبطلَ أعمالَه أو يوقفَها، فإنّه يطيعُ أمرَنا.

الغرضُ أعظم بكثير من مجرَّد الحصول على البركات- شيء يجب أن نسعى إليه ونناله إذا آمنَّا: اجعل اسم يسوع معروفًا حتى يتمجَّد الآب بالابن. عندما يرى أعداؤنا، الَّذين يضطهدون حياتنا، اكتمال العمليّة، فإنَّهم سيهربون في حالة من اليأس. لا توجد معركة يدخلها المسيحيُّون المخلَّصون والمُطيعون دون تحقيق النَّصر في النِّهاية. في الواقع، لقد ربِحنا بالفعل كلَّ معاركنا منذ قيامة المَسيح.

يَخدع الشِّريرُ الكثيرَ من المسيحيين بسبب عدم المعرفة، وعلى الرُّغم من أنَّهم يصلُّون ويصومون ويصرخون للربّ، إلَّا أنَّ القليل جدًا يتحقق أو لا شيء يحدث. هل حدث هذا ليسوع مثالنا؟ لا! ضَمِنَ يسوعُ أنَّنا سنقوم بنفس الأعمال التي قامَ بها (يوحنا12:14)، عرفَ الربُّ كيف يستخرج الخشب ويُلقي به في النَّار لكونه كاملًا، وبمجرَّد أن يغلي الماء، كان يأمر المشلولين أن يحملوا أسرَّتهم ويمشوا.

أعتقدُ أنَّ الله يفتح آفاقَ أذهاننا حتى نتمكَّن من القيام بأعمال عظيمة. قريبًا جدًا، سيظهر جيلٌ كاملٌ من خدَّام الربّ الشُّجعان، وبدون أعمال يأس، ستعمل قوَّة الله أعمالًا رائعة. نحن بحاجة إلى هذا في حياتنا اليومية، لأنَّ أديان الإنسان تمنع الملايين من النَّاس من المشاركة في مجد الله، والجحيم هو الشَّيء الوحيد المستفيد من هذا، لأنَّه يزداد ازدحامًا كلَّ يومٍ.

يجبُ على الأمم الرُّوحية التي لها السِّيادة على البشريّة أن ترتعدَ أمام الأعمال العظيمة التي يفعلها إلهنا. كان حضوره محسوسًا خلال الاجتماعات التي يُكرز فيها بالإنجيل الكامل. لم يَعُد هناك مكانٌ للعلاج الوهمي للشَّيطان- شيء تمَّ اختراعه لخداع الأبرياء المطمئنين. ولله الحَمد والمجد.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز