رسالة اليوم

15/10/2023 - الاحترامُ المقدَّس والمستحقّ

-

-

وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: «مَنْ هذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ الْعَبْدُ: «هُوَ سَيِّدِي». فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ. (تكوين65:24)


يجب أن يظلَّ مثالُ رِفقة حيَّاً فينا دائمًا، لأنَّ الله لا يتغيّر أبدًا، فهو يقترب من الذين يسعَدون بحضوره ويتصرَّفون وِفقًا لمعاييره. يحدثُ هذا عندما نتذكَّر طرقَه دونَ أن ننحرفَ عنها، وننفِّذ أعمالَه بنجاح. ولكن إذا أخطأنا، فسيغضبُ الربُّ بسببِنا. ولكن بما أنَّ هناك حياة أبدية في طرقه، وطالما نحن فيها، فإنَّنا نخلصُ إذا اتَّبعنا وصاياه.

إنَّ وصفَ أنفسِنا بـ "المخلَّصين" لا يكفي؛ يجب أن نكون عاملين بكلمة الله، وليس فقط مستمعين لئلّاَ نخدع نفوسنا. يزورنا يسوع عندما نفهم رسالة الله وتمتلئ قلوبنا بالفرح، وبعد ذلك، يقودنا هذا الفرح الناشئ من روحه السَّاكن فينا إلى ممارسة برِّه. نتيجة لذلك، يسير الله في الميدان ليلتقي بنا ويلبّي جميع احتياجاتنا.

أمرٌ ضروريٌّ أن تكون لدينا وصايا الله ونحفظها، لأنَّ وصاياه المقدَّسة ستمنعنا من الضَّلال بعيداً عن نوره. عندما نتصرَّف ضدَّ مشيئة الله، فإنَّنا نسير في الظُّلمة وسنتعثَّر في أشياء كثيرة. من ناحيةٍ أخرى، إذا بقينا ثابتين في كلِّ ما نتعلّمه من كلمة الله، فسوف نسيرُ جنبًا إلى جنبٍ مع الآب. وكلُّ ما نفعله سوف يمجّده عندئذٍ، لأنَّنا بالطَّاعة نحقِّق هدفه تماماً.

لقد وعدَنا اللهُ ألَّا يتركنا أو يتخلَّى عنّا، حتى نفهم وننفّذ المَهام التي أوكلَها لنا. من السَّهل القيام بذلك، لأنَّه سيِّدًا وربًّا لنا، ونحنُ نسير في نوره. وبغضِّ النَّظر عن مقدار المصاعب التي نواجه في حياتنا، فلن نتعثَّر أو نقع. في واقع الأمر، يخسر المسيحيُّون المعركة فقط عندما يُصغون للعدوِّ. كلمة الله لا تتغيَّر أبدًا، حتى لو قال الملاكُ شيئًا آخر.

سيكون حسناً ألَّا تخطئ أبدًا، لأنَّ الخطية، مهما كانت، تفصِلك عن الله وتقرّبك من الشِّرير. إنَّ ارتكاب الخطيئة أمرٌ خطيرٌ للغاية لدرجة أنَّ الله يغضب علينا لأنَّنا استسلمنا لتجربة الشَّيطان واحتقَرنا تعليماته. إذا ارتكبتَ معصيةً فأسرع في الاعتراف بخطاياك واطلب الغفران من الربِّ حتى لا يُصيبك سوءٌ. أفضلُ لحظة للقيام بذلك هي اللَّحظة التي تلي سقوطك. اثبتوا في وعود الله القدير!

الآن اسمَحوا لي أن أقولَ شيئاً عن الخطيئة والغفران. إذا وقعتَ، كُنْ صريحًا واعترِفْ بما فعلتَ. إذا أسأتَ لشرفِ شخصٍ ما أو ممتلكاته، فقم بتصحيح الأمور. وبعد تسوية أمورك مع الله ومع الشَّخص، كُنْ مطمئنًا أنه قد غُفِرَ لك. ففي طرق الآب توجد حياة أبدية، وعندما تفعل ما يقوله، فإنّك تضع نفسك في وضعٍ لا تصل فيه الخطية إليك بعد الآن.

إنَّ الذي يسيرُ في طرق الله يمشي معه جنبًا إلى جنبٍ. لذلك كلّما شعرتَ بهجومٍ من العدوِّ، تحدّث إلى الله القدير كما تتحدَّث مع والدك وصديقك. الله أكثر من ذلك، لأنَّه خالقنا وأبينا وإلهنا القدير، يُمكنه أن يغفر لنا ويردُّنا بالكامل. الربُّ يحبُّك.

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز