رسالة اليوم

05/01/2017 - حَقُّ الإنْتِقامِ

-

-

لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّب ُّ(رومية 12: 19).

احتفظَ الرَّبُ بِحقِّ الإنتِقامِ لِنفسهِ - وليْسَ لنَا - لِذلك ويلٌ للذي يمِسُّ ابْنَاً للرَّبِّ، فَالانتقامُ للرَّبِّ (مزمور 18: 47). لذلك، يَجبُ أن نُصلي مِن أجلِ الذينَ يُسيئونَ إلينَا ولا نُبْغضهُم. فالرَّبُّ يُجَازيهِم، ويُعْطي الخَلاص والغُفْران لأولئك الذينَ بَاركناهُم. وعلى أيّ حَالٍ الإنْتقامُ الإلهي شَديد على المُتمرِّدِين. ومُحاولةُ تَنفيذِ العِقابِ بأيدينا يُبرهِنُ بأننا لا نَثِقُ في القَاضي العَادِل.

كمّا يَهتمُ الحُكماءُ بِأصدِقائِهم والذينَ يَنتمونَ إليهِم. كَذِلكَ الرَّبُ الإله يَعْتني بِنَا! لأنَّنا مَحْبوبينَ في المَسيح ومَقبولين كَأبناءٍ للرَّبِ. أشَفِقْ على الشَّخَص الذي يَضطهدُ أبْناءَ الرَّبِ الإلهِ، فَلقد قَالَ الرَّبُ: لأَنَّهُ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ (زكريا 2: 8)، فَسيفعلُ كُلَّ مَا يَلزمُ ليُحافِظَ عَلينا، ويُحاسبَ الذي يُحاولُ أن يُسيء إلينا.

بِالرُّغم من أنَّ مَحبةَ الله كَاملةً، إلا أنَّهُ أيضاً مُنْتقمٌ- وسُوفَ يَكونُ حَازِمَاً مَعَ من يَمسّ أحد أبَنائهِ الأحِباء بالشّرّ، ولنْ يَتنازلَ عنْ هَذا الحَقِ أبداً. فعلى سَبيلِ المِثالِ، جِاء عَماليق مِن وراءِ بِني إسْرائيل وأصَاب البَعْض مِنهم. والرَّبُ قَال أنّهُ لنْ يَنْسى هَذا الأمر أبداً، وسَيأتي اليَوْم الذي يَنْتقمُ لهُم، ويمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاء (خروج 17: 14- 16).ِ وأبْناءَ الرَّبِّ يَجبُ أن يَتذكروا أن رُّوحهُم مُختلف، ويتذكروا مَا قَالهُ الرَّبُّ يَسوع للتلاميذِ عِنْدمَا أرادوا أن تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ لفَناء السَّامِرِيِّينَ الذِينَ رفَضوه (لوقا 9: 52- 54).

يَجبُ الصَّلاة مِن أجلِ الذين يَضطهدونَنَا ويسيئون إلينا، و يَتكلّمونَ عَلينا بالكذبِ، ويُجاهدونَ باِستمرارٍ لكي يُصيبونَنا بالضّرر؛ ودَائماً مَنْ يَضْربنَا على خَدّنا الأيمنَ نُحوّلُ لهُ الآخر أيضاً. ونَزرعُ البِذرةَ الصَّالحةَ في قُلوبِ النَاسِ. لأنَّ صَلواتِنا لطلبِ الرَّحْمةِ من أجِل الذينَ يُسيئونَ إلينا تَفعلُ هَذا. حَتى في حَالةِ أنّهُم يَزيدونَ في اِضطِهادنا، لا يُمكننا أن نَنْتقمَ مِنْهُم بأيدينا، ولكنْ سَنرى انتِقَام الله ( إرمياء 11: 20؛ 15: 15).

إنَّ أعَظم انتِقامٍ للرَّبِّ بالنسبةِ لهَؤلاءِ الذِينَ يُسيئونَ إلينا، هُو أن يُعطيهُم الخَلاص. حَيثُ هَكذا، وسيُخْزى الشَّيْطان الذي اسْتعملهُم. وعِندمَا نُمارسُ العَدالةَ بَأنفسنَا ونُنفِّذُ انْتقامَنَا، فنحنُ نُظهرُ بِأنَّنا لا نَثِقُ حَقاً في القَاضي العَادِل. ولكِنْ على العَكسِ يَجبُ أن نُصلي للرَّبِّ لكي يَمنحَ الغُفرانَ للذي يَضطهدنا. وعِندما نَتصرَّفُ بِهذهِ الطَريقةِ، فَنحنُ نُنفذُ مَشيئةَ السَّماواتِ بالكَاملِ.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز