رسالة اليوم

13/10/2023 - تسديدُ الاحتياجات

-

-

لأَنَّ افْتِعَالَ هذِهِ الْخِدْمَةِ لَيْسَ يَسُدُّ إِعْوَازَ الْقِدِّيسِينَ فَقَطْ، بَلْ يَزِيدُ بِشُكْرٍ كَثِيرٍ ِللهِ (كورنثوس الثانية12:9)

 

يعلِّم الواعظُ الحكيم شعبَه أن يعيدوا العشور ويقدّموا التقدمات وأن يستجيبوا للمسات الرُّوح القدس حتى يصبحوا مدركين لحقيقة أنّه يجب عليهم الاستثمار في عملِ الله. وبالتالي ستكون الكنيسة منتعشة، مليئة بالمنتصرين، كما ستكون قادرة على التَّبشير أكثر، من خلال تقديم الأناجيل والكتابات الأخرى التي تنقل رسالة الإنجيل النافعة إلى الضَّالين والمتألمين. لا يُمكننا أن نكرز بإله قويٍّ ونعيش في بؤسٍ.

يعيشُ النَّاسُ في فقرٍ حيثما لا يتمّ التبشير بالحق، وبسبب هذا، لا يقدِّمون شهادة جيّدة عن الإيمان أبداً. من السَّهل التحدُّث عن الربّ. ولكن إظهار الربّ فينا هو ما يجعل الضالّين يؤمنون بالإنجيل. والذين لا يذكروا وجوب تقديم العشور والتّقدمات يعيقون عملَ الربّ في النَّاس. عندما يلاحظ الخطاة كيف يعيشُ المخلّصون، فإنَّهم يأخذون الإنجيل في الاعتبار، الذي هو في الواقع الحلّ لجميع المشاكل.

أولئك الّذين لا يبشِّرون بالحقّ يؤذون عملَ الله. حتى أولئك الذين يكرِّسون أنفسهم أكثر للربّ سيعيشون بشكل سيئ لأنهم لا يعرفون واجباتهم وحقوقهم في المَسيح. والشَّيطان الذي يجتهد لإبقاء النّاس في الجهل، يصبح سيّدهم. وهكذا بدلاً من البحث عمَّن يعطي الخبزَ والزَّيت، يتراجعون عنه ويدينون الذين ينجحون في الإيمان. الرَّحمة!

الكثيرُ من النَّاس لديهم العديد من الاحتياجات رغم أنّهم يقومون بالادِّخار؛ لذلك، يجب أن نتواصل معهم من خلال الحقّ. ليس من الصَّواب خداع الذين يذهبون إلى ملكوت السَّماوات وحرمانهم من تعليم إعطاء الله ما له. يجب ألّا تُباع البركة ولا تُخفى. تصيبُ اللعنة كلَّ من لا يقدّم العشور والتّقدمة. أمّا كوى السَّماء فهي مفتوحة للّذين يتمِّموا الأمرَ الإلهيَّ.

بماذا يجب أن نعظ: بالبركة أم بالنّقمة؟ لسنا بحاجة للإجابة، أليس كذلك؟ أكبرُ توجيه يُمكن أن نقدِّمه للقدّيسين هو أن نُظهر لهم الالتزام تجاه عملِ الله، وتعليمهم كيف يكونوا مخلصين في العشور والتقدمات، حتى لو كان لديهم فقط المواد اللّازمة لخَبز الكعكة الأخيرة. تمامًا كما تكلَّمَ الربُّ مع إيليا، كذلك يتحدَّث إلينا أيضًا ومن خلالنا.

إذا لم تكن مخلِصًا في الجانب المالي، فمن المؤكد أنَّ العدوَّ قد ارتكب الكثيرَ من الأشياء السَّيئة في حياتك. أولئك الّذين ينكرون الكلمة يهلكون، والذين يؤمنون بها ويوفون بمتطلباتها ينجحون في كلِّ شيء. انظر إذا كانت أفعالك قد سمحَت للشَّيطان بالدُّخول إلى حياتك وإبقائك أسيرًا. بعد ذلك اذهب إلى الله واعترف بأخطائك وأصلِحها. وسترى أنّه صالح. افعل هذا الآن!

لقد أنشأ العليُّ كلَّ عملٍ ليتمّ تنفيذه، وإذا تمَّتْ الاستجابة عليه سيأتي بالمكافأة التي وعدَ بها مسبقاً، وسيوفر جميع احتياجاتك وفي نفس الوقت سيقود ذلك إلى الكثير من البركات السَّماوية. لا تنتظر حتى يمنحك أحدُهم سمكة، ولكن تعلَّم كيف تصطاد السَّمك. لن يؤدي هذا الموقف إلى توفير جميع احتياجاتك فحَسبْ، بل احتياجات الأشخاص الآخرين أيضًا.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز