رسالة اليوم

28/09/2023 - سِجالٌ غبيّ

-

-

الَّذِينَ قَالُوا: «بِأَلْسِنَتِنَا نَتَجَبَّرُ. شِفَاهُنَا مَعَنَا. مَنْ هُوَ سَيِّدٌ عَلَيْنَا؟». (مزمور4:12)

ليس كلُّ الذين ضلُّوا يستخدمون الغطرسة ضدّ الربِّ، ولكنَّ البعض يسترشدون بالعدوِّ وينتهي الأمرُ بهم إلى قول أشياء لا ينبغي لهم التَّحدث بها ضدَّ رئيسِ الحياة. الآن، لماذا تثور ضدَّ العليِّ، طالما أنه لم يطلب منك أيَّ شيءٍ سوى الإيمان؟ لكن، للأسف، فإنَّ التَّمرد متجذِّر في روح بعض النَّاس. على الرُّغم من إعلانهم أنَّ هذا غير موجود في حياتهم، إلَّا أنَّ الحقيقة مختلفة تمامًا.

إنَّ القولَ بأنَّه لا يوجد خالقٌ ذكيٌ جدًّا وراء ما يُسمَّى بقوانين الطبيعة هو إنكار لِما هو واضح. انظر فقط إلى الكمال في الحياة والطبيعة وفي المخلوقات التي تعيش من حولِنا. هل سيكون هذا نتيجة انفجارٍ بسيطٍ أم تخطيط شخصٍ يبعد عنّا ملايين السِّنين الضوئية؟ كلَّما اكتشفوا أشياء جديدة حولِهم، اقتربنا من استنتاج أنَّ المهندس المعماريّ لكلِّ هذا كان مبدعاً جدًا فيما فعله.

على الرُّغم من الإنجازات العظيمة للإنسان، إلَّا أنه محدودٌ في ذاتهِ. ولكن عندما يدرك الإنسان أنَّ رئيس الحياة يريد أن يجعله أكثرَ بكثيرٍ ممَّا حقّقه بالفعل ويسمح له بذلك؛ ثمَّ من خلال عملية الولادة الجديدة واتباع إرشاد الكلمة، يكتشف الإنسانُ أنَّ هناك الكثير في حياته أكثرَ ممَّا كان يتخيّله أو يتوقَّعه. أولئك الذين يعتقدون أنَّهم سينتصرون على الله لا يعرفون بالتَّأكيد ما يقولون.

لا نعرف لماذا توجد هذا الغطرسة الغبيَّة في كثير من النَّاس الذين يبرزون في الحياة. ألن يكون من الأفضل الاستسلام أمامَ الواقع، وبالتّالي التَّمكُّن من الاستيقاظ وتولّي مكانتهم؟ هذا من شأنه أن يمنحهم المعرفة والقوَّة التي تتجاوز ما يمتلكونه من الجانب البشري. لماذا ننتفض على من هو أكبر وأقدر من الإنسان؟ أولئك الذين يقبلون خطة الربِّ هم ناجحون.

أولئك الذين يؤكدون أنَّ لديهم فمَاً، وبسبب ذلك يتكلَّمون بما يريدون. يجب أن يفكروا بما يقولون. الآن، إذا كانوا يكرهون أنفسهم ويرغبون في الضَّياع إلى الأبد، فهذه ليست مشكلة الله. ولكن لماذا لا نضع الأمورَ في نصابها الصَّحيح مع الواحدِ الذي خلق كلَّ الأشياء من العدَم، ثمّ ابدأ السَّير معه وافعل الكثير للمجتمع؟ إذا كانت لديك شفاهاً، فأعطِها للحقّ وتحدَّث بما يفيدُ الجميعَ.

الإساءة إلى العليّ غباءٌ خالصٌ. لكونهِ مصدر كلِّ الأشياء، فهو يعرف بالتَّأكيد ما نحتاجه لنعيش بشكلٍ جيّد ونفعل ما يُرضيه. لا شكّ أنَّ هذا سوف يجلبُ لنا أجرًا عظيمًا. انظر في الكتاب المقدَّس ما فعله الآب لحفظِ الإنسان اليوم وإعطائه سعادة أبدية. في يوم من الأيام سنكون أمامَه، وماذا سيفعل الذي لا يعرفه الله؟

لا يمكنك أن تسود بلسانك الذي يتكلم بغطرسةٍ، وتسيء إلى الربّ وترفض تلبية إرادته. يجب أن يسموَ الله في حياتك، لأنهُ سيساعد بالتأكيد أولئك الذين يريد أن يرفعَهم، وفي نفس الوقت، يجعل من ذلك الشَّخص نسخة منه. كُنْ قويَّاً ولا تدع نفسك تنجرف ببعض الإغراءات.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز