رسالة اليوم

18/09/2023 - ممَجَّدٌ بِقُوَّتِكَ

-

-

ارْتَفِعْ يَا رَبُّ بِقُوَّتِكَ. نُرَنِّمْ وَنُنَغِّمْ بِجَبَرُوتِكَ. (مزمور13:21)

الربُّ قديرٌ وهو مالكُ كلُّ القوَّة التي لا يُمكن قياسها. قدرته كبيرة جدّاً لدرجة أنَّه خلقَ الأشياءَ من عَدمِ وهو يسندها بقوَّته. نحن لا نعرف عمرَ الكون بالضَّبط، أو أوَّل ما خُلِقَ، سواءً في العالم الرُّوحي أو الطَّبيعي؛ بأيَّة حالٍ، فإنَّ الحقيقة هي أنّه لم ولن يختفي شيءٌ عن بصرِه.

قبل السُّقوط، لم يكن هناك شيءٌ يفصلُ الإنسانَ عن الخالقِ؛ بالنَّتيجة، لقد خلقنا على صورتهِ ومثالهِ كي نسيرَ معه ونكون مثله على الأرض. ولكن وبسببِ عصيانٍ أحمقٍ، استولتْ على حوَّاء قدرة العدوّ المخادعة، وبعد أن تجرَّأتْ وأكلَتْ من الشَّجرة المُحرَّمة، أعطتْ زوجَها الذي أكلَ منَ الفاكهة أيضًا. وهكذا دخلَ الشَّيطانُ إلى هذا العَالم.

وهكذا، انفصلنا عن الله إلى الأبد ومُقدَّر لنا العذابَ الأبدي. ولكنَّ مجيءَ يسوع حطَّمَ الجِدارَ الفاصِل، ممَّا وفَّرَ لنا استعادة قوَّة عملِ القدير لمصلحتِنا، وكذلك البركات الأخرى التي حقَّقها المَسيحُ بموته. الرِّسالة الأكثر أهميَّة في كلِّ العصور هي أنَّ كلَّ النَّاس يُمكنهم ويجب عليهم العودة إلى الله.

عاشَ داودُ قبلَ الجُلجثة، وكلَّما احتاجَ إلى مساعدةٍ من الربّ، صلّى كي يتمجَّد اللهُ بقوَّته ويُنقذه. اليوم، إذا مشينا مع الآب السَّماوي، فلن يقتربَ الشَّرُ من مسكنِنا (مزمور10:91). ولكنَّ الكثيرَ من النَّاس يتأثَّرون بهمومِ هذه الحَياة، ولا يكرِّسون أنفسَهم ولا يصرخون إلى الله، ولهذا السَّبب فإنَّهم يتعثَّرون بالعقباتِ دائماً.

اليوم، عندما نصلِّي باسم يسوع ونأمر بإبطالِ الشَّر، فإنَّ قوَّة الله تعمل وتؤدي العمل. استخدام هذا الاسم جعلَ الله يأتي لمساعدِتنا. وهكذا، لا يُمكن لأيِّ عدوٍّ أن يقفَ أمامَ المسيحي الذي يقرِّر أن يُطالبَ الربَّ بأيِّ أمرٍ، فالعليُّ يفي بوعودِه.

الآن، يمكننا أن نغنّي ونمدح القوَّة السَّماوية، فمع الانتصارات التي تحققت ضدَّ قوى الشَّر، سوف يرتفع العليُّ بقوَّتهِ وسنعيش كما خطَّط لنا. لا أحدَ يُضاهي أولئك الّذين يعرفون ويُمارسون حقوقهم في المَسيح، لأنّه جعلنا أكثرَ من منتصرين في كلِّ شيءٍ.

أولئك الَّذين لا يَفهمون مكانتهم في المَسيح لا يُدركون حقيقة أنَّه لا يوجد شرٌّ يُمكن أن يطالَهم، لذلك فهم يصلُّون كما صلّى داود. انظر! ملكُ اسرائيل عاش قبل الجلجثة. لذلك، كان عليه أن يصلِّي مِثل تلك الصَّلاة. أمَّا نحنُ فنعيش بعد موت يسوع وانتصاره السَّاحق على الجَحيم. الآن، علينا فقط أن نسلكَ بالإيمان.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز