رسالة اليوم

17/09/2023 - لا تدع العدوَّ ينتصِرُ عليك

-

-

يَا إِلهِي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، فَلاَ تَدَعْنِي أَخْزَى. لاَ تَشْمَتْ بِي أَعْدَائِي. (مزمور2:25)


تعتمدُ عمليَّة انتقال شخصٍ ما إلى ملكوت الله على الإيمان الذي يمارسُه هذا الشَّخص. هناك حالاتٌ يحدث هذا في غمضة عينٍ. ولكن هناك آخرون يأخذون وقتًا أطول ليقرِّروا أن يجعلوا من الربّ إلهاً لهم. وبالتّالي يفشلون في ذلك، فبمجرَّد أن يعلم العدوُّ أنَّ حياةَ هذا الشَّخص لم تولد ثانيةً بعد، فإنَّه يشغلهُ بأعمالِه لإبعادهِ عن الآبِ.

عندما يدعو شخصٌ ما الربَّ إلهَاً له بكلِّ إخلاصٍ، فذلك بسبب حدوث تغييرٍ كبيرٍ في حياتهِ. وبالتالي يشكِّل هذا الشَّخص تهديداً لمخطَّطاتِ الشَّياطين. انظر إلى المرحلة التي أنتَ فيها، واقبل يسوعَ كمخلِّصٍ لك مباشرةً. حتى لو حاولَ المخادعُ أن يلمِسَك، فلن يسمح القديرُ بحدوث ذلك قَائِلاً: «لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي، وَلاَ تُسِيئُوا إِلَى أَنْبِيَائِي (مزمور 15:105أ).

الثِّقة بالله هي واحدة من أعظم الفضائل التي يُمكن أن يتمتَّع بها الإنسانُ. ومع ذلك، يؤكّد الكثيرون على ثقتهِم به، ولكن عندما يتعرَّضون لنوعٍ من التجاربِ، فإنَّهم لا يكلِّفون أنفسَهم عناءَ الصَّلاة وطلبَ الحماية منه، والبعضُ الآخر، عندما يقعون في التَّجربة، يدخلون في حالةِ يأسٍ ويسألون الربَّ. لماذا لم يخلِّصهم. الآن الشَّخص الذي يتوكَّل على الله لا يضطربَ أبدًا، لأنَّه مجهَّزٌ من قبلهِ بالقوَّة كلَّ يومٍ.

إنَّ إيداع الإيمان بالله أمرٌ جيّد للإنسان، فعندما تهاجمه قوى الشَّر، يرى أنَّ الله قد وهبَه بالفعل ما هو ضروريٌّ لإبطالِ ذلك الهجوم. أولئك الّذين يثقون في العليّ لديهم عهدٌ معه يتمّ من خلالهِ حمايتهم والحِفاظ عليهم في مأمنٍ من كلِّ شرٍّ. يمكنك أن تعلن مثل داود: يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ (مزمور 91: 7).

متحدُّون في الربّ، وبالتالي ستكونون مثل الجبعونيين- فعندما كادَ إسرائيلُ أن يُهلك الشَّعبَ الذي سكنَ في كنعان، فقد تظاهروا بأنَّهم جاؤوا من أرضٍ بعيدة وحصَلوا على وعدٍ من يشوع، الذي أكَّد بعجلةٍ باسم الربّ، أنَّه لن يلمِسَهم وسيُبقيهم في مأمنٍ من أيِّ هجوم. وعندما هاجمهم اتِّحاد الملوك، طلبوا من قائد إسرائيل أن ينقذَهم، وعلى الفور ذهب يشوعُ وخلَّصَهم.

يجب على أولئك الَّذين هم في عهدٍ مع الله أن يتحدَّثوا إليه عن هجماتِ العدوِّ. فإن كان يشوع قد استجاب لهؤلاء النَّاس، فكم بالحريّ سيفعل الربُّ لنا أكثرَ من ذلك بكثيرٍ! يضمنُ العهدُ الذي قطعَه بدم يسوع الحِماية الكاملة، ولكن حتى لا يتمّ التنازل عنه أو التَّعرُّض لأيّ اضطرابٍ آخر، يجب أن نؤدي جميع واجباتنا.

لن ينتصرَ أيُّ خصم على أبناء الله إذا بقوا في القداسة منفصلين عن الخطيئة. ليس هناك الكثيرَ لتفعله سوى أن تؤمن وتطالب بمكانتك في الملكوت. إنَّ وعود الكتاب المقدَّس تتعلّق بأولئك الَّذين نالوا الخلاص. لذلك لا تخفْ من ابليس أبداً.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز