رسالة اليوم

03/01/2017 - وَصْفَةٌ لحَياةٍ أفَضَل

-

-

لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ.

(أَفَسُسَ4: 31- 32)

يَجبُ على المَسيحي أن يَتخلّصَ مما يَمنعهُ عنْ إرضاءِ الرَّبِ، إن كانَ قدْ حَصلَ على الولادةِ الثانيةِ في المَسِيحِ، وصَار خَليقةً جديدةً. ويَجبُ أن يَحملَ الإنْسانُ رُوحهُ بَعيداً عَنْ كُلِّ الأشياءِ القذرةِ التي تَدورُ حَولهُ، حَتى لا يتنجّسُ بِهَا. ولِذلكَ من الحِكمةِ أنْ يُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ، سَخَطٍ، وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْث، وكَذلكَ أيَضاً الأمُور المُرتبطةُ بِهَا. وبَدلاً مِنها نَسلكُ باللُّطفِ والرَّحَمةِ والمَغْفرةِ، وبِذلِكَ، سنَفعلُ تَماماً مِثلمَا فَعلَ الرَّبُ يَسوعُ، لأنَّهُ مِثالُنا الذي نَقتدي بِهَ، فحَياتهُ كُلّها ومُواقفهُ سُوف تُعطينا الحَلَّ لأيِّ مُشكلةٍ نواجِهُهَا.

أعَطانَا الرَّبُّ كتابه لكيفيةِ الحَياةِ الكَريمةِ " الكِتابُ المُقدْسُ". فهو يُخبرُنا أنَّ هُناك أشياءٌ تَتعلّقُ بنا، يَجبُ أن نتخلّصَ مِنهَا قبل أن نَتلوَّثَ بها. بِداخلنا رُّوحاً ولِدت من جَديد، ولكِنَ الذِّهْن لا يَزالُ عَتيق، وفي الكثيرِ من الأحَيانِ يَصعُبُ عَلينا الخُضوع وقُبولَ الحَياةِ الجَديدةِ التي في المَسِيح. لأنَّ الكَلمةَ تقول: بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ (رومية 12: 2).

خَلقَ الله آدَمَ على صُورتهِ ومِثالهِ. وكَان مُؤهلاً تَماماً للمحافظَةِ على نَقائِهِ وأن يَخشى الرَّبَّ. و ذات الشَّيءِ عَملهُ الرَّبُ الآن فِينا، لأنَنَا في المَسيحِ خَليقةٌ جَديدةٌ بِشكلٍ تامٍ، لِذلكَ يَجبُ عَلينَا أن نَنتبِهَ لكي لا نَقعَ في فِخاخِ العَدُوّ. فليسَ مَن الجَيدِ أن تَحتفِظَ بِداخِلِكَ بأي مَشاعرٍ أو أفكارٍ شِريرةِ من المُوجودةِ في هَذهِ الآية مِن أَفَسُس، ويَجبُ أن نُطهِّرَ أنفُسنا وإلا فَسَوفَ نقعُ في مَشاكلٍ حَقيقيةٍ.

لذلك كُنْ حَذِراً ولا تَسمح لروحِكَ أن تَحتفظَ بالحُزنِ والمَرارةِ والسَّخَطٍ أو الَغَضَب وَالصِّيَاحٍ وَالتَجْدِيف والخُبْث، أو المشَاعر الشّرِّيرةِ الأخرى، لأنّها تُسبّبُ ضَرراً كبيراً لكَ ولكُلّ من يُبقيها في ذِهنهِ. فَتخلّص مِنهَا الآن، ولا تَسمح لها أن تُرافقكَ، و لا تَهتمّ بِمن اعتَدى عَليكَ، أو إلى أيِّ مَدى كَان العِدْوان. لكِنْ تَذكّر جَيداً كَلامَ الرَّبِّ، ولا تَسمحْ لأيِّ شيءٍ من الشّرِّير بأن يُسيطرَ عَليكَ.

تَحرَّر مِنْ هَذه الأشياءِ الخَطِرةِ، واسعَى لاِقتِناءِ الرَّحْمةِ والُلّطف والغُفرانِ، واجعَلهُم رفاق لكَ. وسَوف تَعيشُ حَياةً كريمةً بِهذهِ الصِّفاتِ الإلهيةِ. فهي جُزءٌ من صِفاتِ الرَّبِّ الإلهِ وقدْ أُعطِيت لنَا لكي نَعيشَ الحَياةَ التي يُريدُنا أن نَستمتعَ بِها.

ومِن الجَيّدِ جِداً أن نَفعلَ مِثلمَا كانَ الرَّبُ يَفعلُ، فَلقد أحَبنا في المَسِيحِ وقَبِلنا فِيهِ. والذي يَسمحُ بَأن يقودهُ سَيُشاهدُ حُبهُ الحَقيقي، فهو الحَلُّ لجَميعِ مَشاكِلنا.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز