رسالة اليوم

06/09/2023 - بيدك، يتمُّ العَمل

-

-

فَصَعِدُوا إِلَى بَعْلِ فَرَاصِيمَ وَضَرَبَهُمْ دَاوُدُ هُنَاكَ. وَقَالَ دَاوُدُ: «قَدِ اقْتَحَمَ اللهُ أَعْدَائِي بِيَدِي كَاقْتِحَامِ الْمِيَاهِ». لِذلِكَ دَعَوْا اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «بَعْلَ فَرَاصِيمَ». (أخبار الأيام الأول11:14)


المثالُ الّذي رسمَه داودُ في حادثة تلّ بَعْلِ فَرَاصِيمَ يقدِّم درساً لنا في كلِّ مرَّة نرفض فيها هجمات العدوِّ. تركَ الفلسطينيُّون آلهتهم، ثمَّ تراجعوا وعادوا. عرفَ داودُ أنَّه بحاجةٍ إلى إذن الربّ للمعركة القادمة لأنَّه كان يخافه. وعندما سألَ العليَّ، قيلَ له أن يفعلَ ذلك بشكلٍ مختلف في المرَّة القادمة.

نقطة أخرى يجب ملاحظتها هي أنّ ملكَ إسرائيل المُعيَّن حديثًا كان يعلمُ أنَّ الربَّ سيمنحَه النَّصر بيدهِ. لذلك، أعدَّ نفسَه كعاملٍ يعرفُ كيف يدير سيفَ الرُّوح- الكلمة. وعندما انطلقَ إلى الحَرب، كان على يقينٍ من أنَّ الربَّ سيمنَحه القدرة اللَّازمة للنّصر. كان يعلمُ أنَّ دورَه هو خوضُ حروب اللهِ.

لم يهتمّ داود لأمرِ الفلسطينيّين الذين آمنوا ببعض الآلهةِ، أو إذا كان لديهم جيش جبَّار، لأنَّ المحاربَ الأقوى والأفضل، والذي لن يخسَر معركة أبدًا، هو القدير، الَّذي كانَ بجانبهِ. ذهبَ ابنُ يسَّى إلى المعركة واثقًا من أنَّه سيخرج منتصرًا، وبسببِ ذلك لم يَسمح للخوفِ أن يدخلَ إلى قلبهِ. هذه هي الطريقة التي يجب أن نمضي بها، لأنَّ العليَّ الذي يُرشدنا هو معنا دائماً، وبالتالي سنخرجُ منتصرين.

يجب أن تكونَ لدينا شخصيَّة داود في كلِّ المعارك التي نواجه العدوَّ فيها. نحتاجُ إلى السَّير بحزمٍ لتحقيق النَّجاح وهزيمة الشَّر المُرسَل لتدميرِنا بدلاً من التَّذمر أمامَ الله حولَ الخسائر التي سبَّبها الشَّيطانُ في حياتِنا، أولئك الَّذين يقاتلون إلى جانب القدير لا يُهزمون أو يضطربونَ أبدًا. والّذين يؤمنون بهِ هم المنتصِرون.

اعترفَ ملكُ إسرائيل أنَّ الربَّ هزمَ أعداءَه بيدِه. ضَع هذا في اعتبارِك وبدلاً من البحث عن شخص يصلّي صلاة الإيمان من أجلِك، جهِّز نفسكَ وافعلها بنفسِك. ما دامَ العليُّ مع داود، فيمكنه أيضًا أن يكون مع أي شخص يخدمه بكلِّ أمانة. علينا أن نتعلَّم كيف نخدم الإله الحقيقي كما فعلَ ابنُ يسَّى.

تحوَّلَ داودُ إلى آلةِ حربٍ، ودمَّر خصومَه، ولم يُصَبْ بأذى. أولئك الذين لديهم الربّ إلى جانبهم سيفعلون ذاتَ الشَّيء. هكذا يريدُ أن يرانا في المعارك: نسيرُ برأسٍ مرفوعة في مواجهة العدوِّ دون أن نخشى تهديداتهِ. إنَّه معنا عندما نتصرَّف باسم يسوع.

كانت أفعالُ داود كَاقْتِحَامِ الْمِيَاهِ لا يستطيعُ أحدٌ منعَه. لم يكنْ أحدٌ كفؤاً لإلحاقِ الهزيمة بهِ، وهكذا كلُّ من يفعل وفقًا للإرادة الإلهيَّة، بالتَّأكيد لن يتمكَّنَ أحدٌ من مواجهتهِ. عندما نحارب بأسلحة البرِّ، نتمنَّع ونمجِّد الربَّ.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز