رسالة اليوم

04/09/2023 - غَيْرَةً دون مَعْرِفَة لا قيمة لها

-

-

لأَنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً ِللهِ، وَلكِنْ لَيْسَ حَسَبَ الْمَعْرِفَةِ. (رومية2:10)

تعودُ جذور تاريخ اليَهودية إلى إبراهيم، عندما قرَّر ألّا يتدّنَس بطقوس أرضهِ. انطلقَ رئيسُ الآباء عندما سمِعَ صوتَ الله إلى المكان الذي سيُريه إيّاه الله (تكوين 12: 1). وأينما حلَّ، كان يبني مذبحًا للربِّ ويدعو باسمِه. على الرُّغم من أنّه عاش بين الأمم الوثنيين، إلَّا أنَّ إبراهيم قدَّم شهادته كمؤمنٍ بالله القدير. غرسَ بذرة الإيمان بالله الواحِد.

تأسَّس إيمانُ الشَّعبُ العِبراني على شريعة موسى، التي تسمَّى بالعهد القديم، التَّوراة- وهو مجموعة من الكتب المؤلفة بشكلٍ أساسي من أسفار موسى الخَمسة- الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدَّس. يحاولُ اليهودُ اتِّباعها بشكلٍ أعمى، لأنَّهم لا يمتلِكون الرُّوح القدس، لا يستطيعون فهم المعنى الحقيقي لِما هو مسجَّل فيه، وكذلك الموضوعات الأخرى التي تحدَّثَ عنها الأنبياء والمزامير.

تحدثُ حالةٌ مماثلة في العديد من الدَّوائر التي تسمَّى إنجيليَّة، حيث تكون الوعود بلا قيمة. بالنِّسبة لهم، ليس من الضَّروري حِفظ الوصايا؛ ما يهمّ هو الصَّلاة واختبارُ البركات. الآن، العدوُّ قادر على فِعل أيّ شيءٍ لخداع الّذين لا يعرفون الربّ حقًّا. لهذا ينبغي التفتيش في الكتاب المقدَّس، لأنَّها وصيَّة أعطاها يسوعُ لنا (يوحنا 39:5).

الغيرة للربّ برعاية الكنيسة أو المَجمع، وأحياناً بتعصُّب، هو ما يثير اهتمامَ الكثير من النَّاسِ، لأنَّهم يظنُّونَ أنَّهم يحقِّقون مقاصد الله بهذه الطريقة. ولكن هذا ليس ما تقوله الآية التي ندرسَها. نتعلَّم أنَّه من المهمّ أن نفهمَ الإرادة الإلهيَّة وخطَّةَ الخلاصِ من خلالها، وما حقّقه يسوعُ بموتهِ عندما أبطلَ الخطيئة ونتائجِها. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نقومَ بالعملِ الذي أوصانا بهِ.

أرادَ هوشع أن يعرفَ من الربِّ لماذا عانى بنو إسرائيل، وكان الجواب أنَّهم هلكوا بسبب نقص المَعرفة (هوشع 4: 6). على الرُّغم من أنَّ جميع الأنبياء تحدَّثوا بالتَّفصيل عمَّا فعَله المَسيح من أجلِنا، إلَّا أنَّ الكثير من النَّاس اليوم لا يتَّفِقون مع حقيقة أنَّه أخذَ مكاننا في الجُلجلة، حيث تغلَّب على الشَّيطان وأعوانهِ وجرَّدهم من سلطانِهم علينا، ومنحنا الشفاءَ بجلداتهِ (إشعياء53: 5).

لا يوجد وحيٌ إلّا ما وهبَه الله من خلالِ ابنهِ. كلُّ ما كُتِب بشأنِ ما سيَفعله قد تمَّ بالفِعل. لهذا علينا أن نؤمنَ ونصرخ من أجلِ البركات التي لَنا، وبالتَّالي لن نشعرَ بالحرَج. لذلك لا تخضع لأهواء الشِّرير. الحقيقة هي أنَّه لا يوجد خلاصٌ كامل في ابنِ الله، وكلُّ من يقبله ينال الخلاص ويُختم ليوم الفداء الأبدي.

إنَّ الإيمانَ بالعليّ هو أكثرَ من مجرَّد ديانة، إنَّه علاقة شخصيّة بالله. لا يوجد عذرٌ لعدم الإيمان. بالنَّتيجة عندما يستمِع المرءُ إلى الوَعظ بالكلمة، ينشأ في أعماقِ قلبهِ شيءٌ ما، مشابهٌ للصَّوت، يخبرهُ أنَّ هذا هو الطريق. أولئك الّذين لم يولدوا ثانية من الماء- الكلمة- والرُّوح، لا يمكنهم رؤية ملكوت الله (يوحنا 3: 3-5).


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز