رسالة اليوم

01/09/2023 - العدلُ والوَفاء

-

-

وَكَانَ عِنْدَمَا جَاءَ الرُّوحُ مِنْ قِبَلِ اللهِ عَلَى شَاوُلَ أَنَّ دَاوُدَ أَخَذَ الْعُودَ وَضَرَبَ بِيَدِهِ، فَكَانَ يَرْتَاحُ شَاوُلُ وَيَطِيبُ وَيَذْهَبُ عَنْهُ الرُّوحُ الرَّدِيءُ. (صموئيل الأول23:16)


إنَّ مخافةَ الربّ تمنحنا ألَّا نطلب ما لم يُعطنا الله إيّاه، كما أنّها تمنعنا من فعلِ إرادتنا الخاصّة. يجب أن نثقَ في العليّ برّنا. علينا أن نؤمن أنّ الربَّ في وقتهِ سوف يعطينا المكافأة. إذا كان لديك مخافة الله في قلبِك فلن تقبلَ عروضَ العدوِّ أبدًا.

وقعَ شاولُ بين يدي داود مرَّتين على الأقلّ. لو لم يَكن داودُ يخاف الربَّ، لكان قد أنهى كلَّ شيءٍ في تلك اللّحظة. ولكنّ ذلك سيكون عملاً سيّئاً. فحتى لو تعرَّضنا للأذى، ولم نفهم لماذا سمحَ اللهُ بحدوثِ ذلك، يجب ألّا نفعل ما يعتقد الإنسان الطَّبيعي أنَّه صحيحٌ.

إنَّ تجاهلَ ما نعتقد أنّه صوابٌ وطاعة الكلمة هما أهم الأعمال التي يُمكننا إنجازها. وهكذا نحصل على تقديرِ العليّ، الذي بلا شكّ سيمنَحنا المزيدَ من نفسه ومن قوَّته حتى نفي بما قيلَ عنَّا. إنَّ ذاك مثل التَّزكية التي نحصل عليها أمامَه وفي الوقت المُناسب، سنُعطى كما أراد الربّ له.

الأمانة مطلوبة تجاهَ الشَّخص الذي أساءَ إلينا، والذي هاجم حياتنا أو أثَّر على مَعنوياتنا. وإذا كانَ غافياً أو غيرَ قادرٍ على الدِّفاع عن نفسهِ، فلا يجب أن تقفَ ضدَّه أبدًا. الآن، إذا كنتَ تريد أن تقوم بالعمل الأكثر أهميَّة، فدَع الربَّ ينفِّذ عدالته، لأنَّ قراره دائمًا الأفضل. ستبقى يداك نظيفة ولن تشعر بالذَّنبِ.

حقيقة أنّ الله يُسلِم إنسانًا إلى أيدينا لا تعني أنّه يجب علينا تدميره أو إيذاءه. كما في حالةِ داود، إنَّها تجربة لاختبار ما إذا كنَّا مُخلصين للكلمة. لقد فَهِمَ ابنُ يسّى بالتأكيد: ما كُتِبَ كان أكثر من كافٍ لكفِّ غضبهِ وعدم التّصرف بهذا الدَّافع، لأنَّ النَّبي صموئيل أخبره أنَّ الله قد رفَضه كملكً على إسرائيل. ثمّ بارك العليُّ داودَ على موقف الطاعة والرَّحمة الذي اتَّخذه!

يجب أن تمدَّ يدك فقط لتحقيق العدالة الإلهيَّة على قوى الشَّر وليس ضدَّ أيِّ شخصٍ. كُنْ واعياً لتوجيهات الربّ وافعلْ ما أوصاكَ بفعلهِ فقط، حتى لو كان ذلك من خلال الصَّلاة. لذلك، لا تسأل أبدًا عن حياة من تسبَّبَ لك في الأذى. على العكس من ذلك، تنبأ بمزيد من الصَّحة لذلك الشَّخص مصلِّياً لأجلهِ كي يتوبَ عن أفعالهِ الخاطئةِ.

كان صراخُ داود لأبنير رسالةً مفادها أنّ داود لا يخافه ولا يخشى من شاول على حدٍّ سواء. كان دائمًا في محضر الله وبسبب ذلك علم أنَّ الشّرٍّ لن يصيبَه، ولن يقتربَ وَباء من مسكنهِ (مزمور10:91). أولئك الَّذين يثقون في العليّ يدعونه كي يتصرَّفَ لصالِحهم.

 

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز