رسالة اليوم

28/08/2023 - خلِّص نفسَك

-

-

لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ، فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. (يعقوب21:1)

إنَّ نفوسَ مُعظم النَّاس- الجزء المتعلّق بالعواطف والمشاعر- ليستْ حيَّة، بل خامدة، وفي بعض الحالاتِ محبوسة في أيدي العدوِّ. وهكذا نرى الكثيرين مُحبطين من الجميعَ ومن كلِّ شيء، حتى في الإيمان. ليسوا سعداءً أو مكتفين في الحياة. ولكنَّ الخبرَ السَّار هو أنَّ الربَّ قد دفعَ بالفعل ثمنَ فدائِهم، والآن يمكنهم التحرُّر من أيّ قيود.

السِّر هو أن تميلَ أذنيك وتذهب إلى يسوع. وهذا يعني أن تتوقّف عن التفكير في أنك تعرف كلِّ شيء وحتى أكثر من الله. الآن، هو يرفع، في وقتهِ، أولئك الّذين يتواضَعون تحتَ يدِه القويّة - كلمتهِ. يحتاج الإنسان إلى أن يستيقظ على حقيقة أنّه منذ خطيئة آدم، سقط إكليلُ المَجد من على رأسهِ. لذلك اقضِ بعض الوقت وأعطِ الاهتمامَ الواجبَ للكتابِ المقدَّس.

لن يتغيَّرَ الكثيرُ إذا لم تتوقّف وتذهب إلى الربّ وتعطيهِ حياتك وتقدِّم نفسَك كخادمٍ له. لا يكفي حضورُ الخدمات والاستماع إلى الصَّلوات، مستخدماً ما يسمّيه المتديِّنون إيمانًا، وهو مجرَّد تخمين. أولئك الّذين لا يذهبون إلى المَسيح ولم يولدوا ثانيةً لن يَحصلوا أبدًا على فرح وقوَّة ملكوت الله في حياتِهم. افحص وانظر ما إذا كنت قد خلصتَ أم لا.

إنَّ العلامَة على أنّك قابلتَ المُخلِّصَ تأتي من القوَّة التي تمتلكها روحُك الآن عند مواجهة المِحَن، وببهجةِ التَّرنيم والتَّسبيح لله في الأوقاتِ الحسَنة. يُعتَبرُ هذا بمثابة مقياسٍ لمدى تسليمك للربّ. الآن، إذا شعرتَ بالضِّيق عندما لا تسير الأمورُ على ما يرام، أو عندما تمرُّ بتجربة، فأنتَ لا تزال غير مخلّص. الشَّخصُ الذي قَبِلَ يسوع لديه مواقفٌ مختلفة عن الضَّالين.

أقامَ العليُّ عهدًا أبديًا مع البشرية. يختلفُ هذا العهد عن كلِّ ما فعله معَ الآخرين من البشر، بما في ذلك ما يُسمَّى بشريعة موسى. في العهد الجديد، لا يتعيَّن علينا تقديم أقلَّ قدر من التَّقدمات حتى نستحقّ البركات الإلهيّة، ولكن أن نؤمن فقط بما يقوله الكتابُ المقدّس ونملكه. ولكن إذا كانت روحُك حزينة، فلن تكون قادرًا على خِدمة الله أبدًا، لأنّك ستفتقر إلى الفَرحِ.

ولكن بمجرَّد أن تخلصَ، سوف يمنحكَ اللهُ فنَّ فعلِ الخَير، لئلَّا يهزمك العدوُّ مرّة أخرى ولا يبقى أمامك أيّ روح شرّيرٍ مرسَلٍ من الجَحيم. وهكذا ستنتهي كلُّ أزماتك. لم تكنْ صُدفة أنَّ داود قد انتصرَ في كلِّ معاركهِ. بما أنَّه كان يتمتَّع بفنِّ عملِ الخيرِ في أعماق قلبهِ، فقد هزمَ كلَّ الّذين وقفوا ضدَّه.

ماذا ستفعل: هل ستكونُ متديِّناً أو عامِلاً بالكلمة؟ إذا اخترتَ الخَيار الثَّاني، فستكونُ ناجحًا دائماً. ولكن إذا استمرَّيت بترديد صلواتٍ لا تفهمَها، فلن تنجوَ من فنِّ فِعل الشَّر الذي لدى الشَّيطان. كُنْ البركة التي خطَّطَ الربُّ لكَ أن تكونها من الآن فصاعدًا.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز