وَكُنْتُ مَعَكَ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ، وَقَرَضْتُ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَمَامِكَ، وَعَمِلْتُ لَكَ اسْمًا كَاسْمِ الْعُظَمَاءِ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ (أخبار الأيام الأول8:17)

شعرَ الملكُ داود بالرِّغبة في بناءِ الهيكل - بيتٌ للربّ- لكنَّه لم يتلقَّ الإذنَ الإلهيَّ لذلك. ولكنَّ الله عزَّاه بإعلانِ وحيهِ الجميلِ، وهو ما يفسّر سببَ عدم وقوعهِ في الأسرِ أو إيذائه من قبلِ أعدائهِ خلالَ المَعاركِ. لا تتصرَّف أبدًا بكلمة الله لدوافعٍ شخصيَّة؛ إذا دعاكَ العليُّ فسوف يُرشدك. في النِّهاية سترى أنَّ ما حدث لك كان رائعًا بكلِّ بساطةٍ.

هذه الرِّسالة هي رسالةٌ من الله للذين يريدون أن يتبعَوه، لأنَّها تمنحهم الفهم لئلَّا يخشوا الاضطهادَ. في أيّ لحظة يطلبون التّوجيه سيُعطى لهم. إضافة إلى ذلك، كلُّ ما يحتاجونه هو أن يصرخوا إلى الربّ في حالة تعرّضهم للخطر. دون شكّ، يُمكننا أن نفعلَ أكثرَ بكثيرٍ ممَّا كنَّا نفعله إذا سمَحنا له باستخدامِنا. لذلك، لا تدع الخوفَ يُسيطر على قلبِكَ.

لا يهمّ أين سيأخذك الله القدير أو ما سيحدث في ذلك المكان. إذا كنت مطيعًا، فسوف يحارب عنكَ ويفتح الأبوابَ ويقودك إلى النَّجاح. أيَّا كان مجالُ الاضطهاد- شخصي أو اجتماعي أو سياسي أو مالي- فإنَّ الله سيُقاتل من أجلِك. إنَّه يعرف سببَ امتحانِك بالنَّار (مرقس49:9): حتى يثقَ فيك بأعمالٍ أعظم.

ستهزم الشَّياطين التي تثورُ ضدَّك بمجرَّد أن يجرؤوا على مهاجمتك. وبالتَّالي لن تضطرَّ إلى الاستسلام أمامَهم، ولكن جهِّز نفسَك لتلقي مكافأة النَّصر. تمامًا كما أوفى الله بالوعود التي قطعَها ليشوع وداود والكثير من الخُدام الآخرين، فإنَّه سيَفي أيضًا بالوعود التي قطعَها لكلِّ الَّذين دُعوا ليكونوا رعاةً لشعبهِ. إذن لماذا الخوفُ؟

لا تدع نفسَك تُهزم بروح الخَوف المُرسَل لهزيمتك؛ حافِظ على ثيابك نظيفة فقط وكُنْ تحتَ إشراف الربِّ، لا تناقِض الوصايا الكتابيّة. فحتى لو كان عليه أن يحاربَ عنكَ شخصيًّا، كما فعل مع شدرخ وميشخ وعبد نغو في بابل، سيفعل أيضاً من أجلك. كُنْ على يقينٍ أنَّه سيفعل ذلك (دانيال 3). الله أمامك ليحفظك ويستخدمك.

يبيدُ الربُّ العدوَّ أثناءَ المعركة أمامكَ مباشرةً. لذلك لا تختبئ في المنزل مصلياً كي يحدثَ هذا. بل اخرج وواجه الشَّر الذي يهدِّدك. حتى لو كانت قوَّة الخصمِ أكبرَ من قوَّتك، فلن تستطيعَ أبدًا مواجهة الله، لأنَّه سيدمِّرها ويُسقِطها أمامك تمامًا. ما يخبئه العليٌّ لكَ. عظيمٌ جدًا

أخيرًا، وعدَ الله أن يجعلَ اسمَك عظيماً مثل اسم الرِّجال العظماء على الأرض. وما أنجزَه لداود، سيفعله بالتَّأكيد مع كلِّ الذين يخدمونَه بأمانة. فرصتك في أن يتحقَّق ذلك، أعظم بكثير ممَّا تتخيَّله بكلِّ الطرق. أنت فقط بحاجة إلى أن تكون محاربًا أمينًا للربّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز