رسالة اليوم

01/01/2017 - الرَّبُ يَقْضي بالْعَدْلِ

-

-

الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ.

(1 بطرس 2: 23)

يَحكمُ الرَّبُ بالعَدْل، وأحَكامهُ دَائماً صالِحةٌ وبالحَقّ. ويُمكن تَطبيقهَا على كُلِّ مَجالاتِ الحَياة. لِذلكَ، لا يَنْبغي لنَا أن نَدعَ مَشاعرنَا تُؤثّرُ عَلى قَراراتِنا، ومِن الأفَضلِ أن نَقبلَ قَرارات الرَّبِ بِطيبِ خَاطِر. وبالرُغمِ مِن أنّنَا قَدْ صِرنَا وكَلاء الرَّبِّ، إلّا أنّهُ عَلينَا آلّا نَنْسى أنَّ قَضاءَ الرَّبِّ ليْس مُلتوٍ.

يَحكمُ الرَّبُ دُون أيِّ مُحاباةً، ولِذلكَ فهوَ أعظمُ قَاضٍ عَلى هَذهِ الأرْضِ، حَتى لو كَانَ يَحكمُ مِن بَعيدٍ، إلاّ أنَّ أحَكامَهُ دَائماً عَادلاً. فَعندمَا تُسلِّمُ أمُوركَ للرَّبِّ، وأنَتَ واثِقٌ أنّكَ بَريءٌ، انتَظر الرَّبَّ، لأنَّ حُكُمهُ العَادلَ سَوفَ يَأتي. لكنْ، إذا كُنتَ قد أخَطأتَ ولسْتَ صَاحِب حَقٍّ، اطلُب الغُفْرانَ، وقمْ بِمُصالحةِ الشَّخصِ الذي أخَطأتَ إليهِ، وبِمجرَّد أن تَفعلَ ذَلكَ لنْ يَترُككَ الرَّبُ أبداً.

يَقولُ الرَّبُّ يَسُوع في (يوحنا 14: 6) أنّهُ الحَقّ، لِذلكَ، هو لنْ يُعَوِّجِ الحَقَّ ولنْ يَتحيّزَ مِن أجَلِ أتَباعهِ. فَلقد جَعل الرَّبُّ إلهَنا الحُكم بِناءً على ذَلكَ الحَقّ، فهو أمِينٌ ولن يتغيَّر أبداً. وكُلُّ منْ يَرتكبُ خَطأً ويَبتعدُ عَنهُ، يَجبُ أن يَرجعَ للرَّبِّ ويَطلبُ منهُ المَغْفرةَ، ويَجبُ أن لا نَنْسى أنَّ الشَّيْطانَ دَائماً جَاهزٌ لاِستِغلالِ أيّ فُرصةٍ لإبعَادِنا عَنْ الرَّبِّ. لكِنْ، مِنْ جِهةٍ أخرى، إذا كُنتَ على حَقٍ في حَالةٍ مُعينةٍ، فلا يَنبغي أن تَتردَّدَ ولو قَليلاً في طَلبِ المُساعدةِ مِن الذي لا يَحكمُ وفقاً للظَاهِرِ، بلّ يَحكمُ العَدلِ.

ومَهمَا كَانت القَضيةُ، دائِماً يُمكننا الحُصولَ على الرَّحمةِ الإلهيةِ. فَسلطةُ الرَّبِّ هي العُليَا، ولا تُوقِفها حَواجِز. وعِندمَا يَحكمُ فَليسَ هُناك مَن يُجادلهُ. حَتى العَدُوُّ الكَذّاب، الذي لا يَفعلُ إلاّ الشَّر، يَقفَ خَاضِعَاً أمَام القَراراتِ التي يِتّخذهَا الإلهُ القَدير، لأنّهُ هو الحَقَّ وليْس غَيرهُ.

فليسَ مِن الصَّحِيحِ أن تَطلبَ من الرَّبِ أن يَستجيبَ لطلباتِكَ المَبنيةَ على مَشاعِركَ أو على وجْهاتِ نَظرِ الآخَرينَ. فأبَانَا لا تُغريه المَظاهرَ ولا يَنظرَ لهَا، لكِنَّهُ يَحكمُ بَالعدلِ والإنصَافِ. وبَعد أن عَرفتَ بِكُلِّ مَا قَرَّرهُ الرَّب، يَجبُ أن تَلتزمَ بِهِ بِكُلِّ سَعادةٍ واِحتِرام، لأنَّ القَرارات الإلهية تَغلبُ دَائماً.

يُمكنُكَ أن تَكونَ قُدوةً لِغِيركَ دائماً، ويَداكَ طَاهرةٌ ومُستعدةٌ لأيِّ عَملٍ صَالحٍ ! تَأكيد مِن أنَكَ تَسيرُ دَائماً مَعَ الله وأنَكَ في المَسيح، تَلجأ إليهِ في الصَّلاة، وتَطلبُ مِنهُ أن يَتدخلَ في مَشَاكِلكَ ويَحِلِّها. ومَهما كَانت الحَرْبُ مِن الشِّرِّيرِ، لنْ تَصمدَ أمَام الذي مَعهُ الرَّب كَقاضٍ. والرَّبُّ لا يَفشَلُ أبَداً.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز