رسالة اليوم

25/08/2023 - الوفاء بالنَّذر

-

-

وَأَنَا أَيْضًا قَدْ أَعَرْتُهُ لِلرَّبِّ. جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ هُوَ عَارِيَّةٌ لِلرَّبِّ». وَسَجَدُوا هُنَاكَ لِلرَّبِّ. (صموئيل الأول28:1)

يجب أن تأتي النُّذور من الربِّ. وإذا أقمتَ اتفاقٍ معه، فلا تفكِّر أبدًا في تغيير أو عدمِ تحقيق ما تمَّ الاتفاقُ عليه. لن يُبرئ اللهُ الشَّخصَ الذي تحالفَ معه طوعيًا. لستَ مُلزمًا بتقديم نذرٍ فيما أوحى لك الآبُ أن تفعلَه، ولكن في نفس الوقت، لن يكون قرارًا جيدًا إذا رفضتَ ذلك. عندما يُرشدنا، يحدثُ شيءٌ رائعٌ.

إنَّ قصَّة نذرِ حَنَّةَ الذي أدّى إلى ولادة صموئيل يتمُّ الوعظُ بها وروايتها في جميع أنحاءِ العالَم، لأنّها جميلة وموحىً بها. ولكن يجب على الجَميع أن يُراعي بعنايةٍ ما يشعر بهِ من الله. بمجرَّد دخولِهم في حلفٍ معه، لن يتَّمكنوا أبدًا من القول إنَّهم لم يكونوا متأكِّدين ممّا يفعلونه، خاصةً إذا كان العليُّ قد أنجزَ دوره بالفِعل. لا تدع الربَّ يحمِّلك مسؤولية أمرٍ ما.

لقد حذَّرنا العليُّ ألَّا نكونَ حمقى ونقترح عليهِ شيئًا؛ ولكن إذا كان هو من يقومُ بالدَّعوة، فلا داعي لرفضِ ذلك. دون شكّ، فإنَّ ما يطلبه الله منّا سوف ينتج عنه بركةً لحياتنا. لا يحتاج العليُّ منّا شيئًا، ولكن إذا اقترحَ علينا شيئًا، فهو يريدُ مضاعفة ما لدينا، تمامًا كما فعلَ في صرفه، التي تنتمي إلى صَيدا، عندما تحدَّث إيليا باسمهِ للأرملة كي تعملَ لهُ كعكةً صَغيرة (1 ملوك 13:17).

انتهى عارُ حنَّةَ بميلاد صموئيل، لكن كان من المُمكن أن يستمرَّ إلى الأبد إذا لم تفعل ما وعَدتْ به. كثيرٌ من النَّاس قطَعوا عهودٍ في لَحظات صَعبة والربُّ استجابَ لهم؛ لكن بما أنَّ العدوَّ يأتي بإغراءاتهِ المُخزية دائمًا، لم يلتزم بعضُ النَّاس بكلمتِهم وحاولوا التَّبريرَ باتِّهام شخصٍ آخر.

عندما يُلهِمنا الربُّ كي نفعلَ شيئًا ونتَّفِق معهُ، فإنَّه يضَعنا في خطَّتهِ الأبديّة. وهكذا على مرِّ القرون، سيُذكر اسمُنا كشخصٍ فعلَ وفقًا لمشيئة الله ونالَ المكافأة على ذلك. كلُّ من قدَّمَ شيئًا ما لله حصَل بالتأكيد على المزيد في المقابل. حافظتْ حنَّة على كلمتها وأخذتْ الطفلَ إلى الهيكل وأعطته للكاهن عندما لم يَعُد بحاجةٍ إليها.

من المؤكَّد أنَّها افتقدتْ مولودَها الأوَّل، لكنَّها لم تذهب لإحضاره. يجب ألَّا ترغبَ أبدًا في استعادة ما أعطيتَه لله، ولكن ببساطةٍ اشكره لأنَّه جعلك شريكًا له. إنَّ نذر حنَّة أعطى المجدَ لله العليّ وفي نفس الوقت الحماية للصَّبي باعتباره مُلكًا لله. حسَنٌ دائمًا أن نحترمَ ما نقدِّمه لله والاعتناء بما نتلقّاه منه. لذلك كُنْ مسؤولاً عمَّا أوصاكَ أن تفعلهُ.

اكتبْ الاقتراح المقدَّم للآب السَّماوي، لأنّك إذا لم تتمّمه، فستُعتَبر ناقصًا. لا يُمكنك اللَّهو مع الله والاستهزاء به، لأنَّ ما يزرعه الإنسان، فإيَّاه يحصدُ أيضاً (غلاطية6: 7). احرص ألَّا تسمحَ للعاطفة بالسَّيطرة على قلبك وبالتَّالي تجعلك تحتقر الربَّ أو تؤذيه. كُنْ أميناً!


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز