غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرّ بِشَرّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً. (بطرس الأولى9:3)

يلاحظُ الكثيرُ من النَّاس سلوكَنا أكثرَ من رسالتنا. فإذا تعرَّضنا للضَّرب وقمنا بنفس الإجراء، فسيُصاب بعضُ النَّاس بالعثرة بسببِنا، لأنَّنا ننتمي إلى يسوع، فهم يعتقدون أنَّنا يجب أن نكون مثل السَّيد تمامًا. في الحقيقة، هذا ما يجب أن نكونَ عليه. لذلك كُنْ متيقّظًا وصلِّ حتى لا تتسبَّب لأحدٍ أبدًا بشعورٍ خاطئ تجاهك، لأنّك يجب أن تكون خادمًا للعَهد الجديد بمجرَّد أن تعلنَ أنك لله.

تتمتَّع كلماتنا بقوَّة هائلة لإنجاز الأعمال، سواءً كانت جيّدة أو سيّئة؛ لذلك لا تردَّ الضَّررٍ الذي يلحقهُ النَّاسُ بك بمزيدٍ من الشَّر، وحاوِل ألَّا تجيبَ بنفسِ الإجراء. لا يوجد شيءٌ أقوى من الحبّ. إذا كنت تعيش في الله، فستعيش في حبٍّ ولن تستخدم أيَّ سلاحٍ للعدوِّ. استخدم كلماتك فقط لتبارك النَّاس وترفَعهم، وادفعهم لمعرفة الكلمة- الحقّ.

الآن، أولئك الذين يسبِّبون لنا نوعًا من المعاناة، حتى لو كان ذلك نوعًا من الانزعاج البَسيط، الذي يستخدمه العدوُّ بالتأكيد، وإذا ردَدنا بنفس الإجراء، فسنُستخدم أيضًا من قبل العدوِّ، الذي سيُلحقُ بنا ضرراً عظيماً من تلك اللّحظة فصاعداً. بالنِّهاية، نحنُ خدامًا للذي نخدمه. يُحظر علينا منعًا باتًا إعطاء الشَّيطان مكانًا (أفسس27:4). يمكننا فقط إعطاء مكانٍ للرُّوح القدس، الذي يعزِّينا في كلّ شيءٍ.

إذا تعرَّضتَ للإهانة فلا تهينَ أحداً بالمُقابل. إذا َسُرِقتَ فلا تسرق. لا تردَّ أبدًا بنفس السِّلاح الذي استُخدمَ لإيذائك، ولكن رُدَّ بمحبَّة الله. تذكَّر أنّك إذا تركتَ شيئًا وراءكَ بسبب يسوع أو ملكوت السَّماوات، فستحصل على مكافأة أكبرَ بكثير من الخَسارة التي قد يُلحقها شخصٌ ما بك. من المُفيد جدًّا أن تتنازل عن أيّ شيءٍ من أجل محبَّة الربّ، لأنَّه سيأتي اليومُ الذي ستُكافأ فيهِ.

قالَ لنا الله أن نكون بركة للكثيرين (تكوين 12: 2)، فعلينا أن نكون كذلك. يجبُ أن نبارك النَّاس دائماً، لأنَّهم إذا تحدَّثوا عنّا بشكلٍ سيّء أو تسبَّبوا لنا بالمتاعبِ، فربّما تمَّ وضعُ علامة عليهم من الله لينتقلوا إلى محضرهِ من خلالنا. إذا فوَّتنا هذه الفرصة، سنخسر الجائزة التي منحَها الربُّ الصَّالح لنا.

يعلنُ الكتابُ المقدَّس أنَّنا دُعينا لفعلِ الخير، على الرُّغم من أنَّ الكثيرين يُلحِقون الضَّرر بنا. لذلك إذا كان لدينا موقفٌ مختلفٌ عن الموقف الذي قيلَ لنا، فلن يكون ذلك جيدًا بالنِّسبة لنا، لأنَّنا سنعاني نوعًا من الخسارة في خدمتنا لله. الأفضل هو قولُ الحقّ وبالتالي إظهار العدالة الإلهيّة. الشَّخص الذي اعتمدَ بالرُّوح القدس مسؤولٌ أن يتصرَّف بهذه الطريقة.

أمرٌ لا يُصدَّق، لكنَّه حقيقي: لقد دُعينا لنكون أعضاءً في جسَد المَسيح، وبالتَّالي، مقدَّرٌ لنا أن نعملَ الخيرَ كجزءٍ من ميراثنا حتى ننال البركة. أولئك الذين لا يبشِّرون، ولا يخبرون الآخرين عمَّا فعله يسوع من أجلِهم، والذين يرفضون مباركة الضَّالين، يخسرون بالتأكيد الكثيرَ الآن ولكنَّهم سيفقدون الأكثر في المُستقبل.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز