رسالة اليوم

31/12/2016 - سيفعلُ الرًّبُ كلَّ شيءٍ من أجلِك

-

-

سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي (سفر الأمثال 37: 5).

 

الجِنس البَشري ليْسَ لهُ أيّ مقدرةٍ على مُواجهةِ قوّى الجَحيمِ، تِلك المَسؤولةُ عن كُلِّ ما يَحصل الآن منْ دمارٍ. ولكنْ، إذا سَلّمنا الطرِيقَ للرَّبِّ، أو بِعبارةٌ أخرى، نُعطيهِ السُّلطةَ ونَطلبُ مِنهُ الإلهَامَ، يُصبحُ الإنْسانَ قادرٌ على الحُصولِ على كُلِّ شيءٍ، وذلكَ بالثّقةِ في تَوجيهاتِ الرَّبِّ. لأنّهُ كُلّي العِلم، ويَعرفُ كُلَّ شيءٍ.

بِسَببِ الخَطيئةِ التي إرتَكبهَا آدمُ، انفصلَ الإنْسانُ عَنْ الرَّبِ وأصَبحَ مِنَ المُستحيلِ عليهِ التَّواصُل مَعهُ مَرةً أُخرى، لكنْ، بِتقديمِ المَسيحِ نَفسهُ كَذبيحةٍ على الصَّلِيبِ في الجُلْجُثَة، استطاعَ إعَادةَ هَذا الارتِباطَ إلى مَا كَانَ عَليهِ. واليَوْم، مَنْ يَقْبل الرَّبَ يَسُوعَ كَسيِّدٍ ومُخلِّصٍ، يَستطيعُ أن يَقتربَ إلى الآبِ بهِ. ومَعَ ذَلكَ، حَتى الذي يَنالُ الخَلاصَ، ويُصبِحُ عُضواً في جَسدِ المَسيحِ، يَجبُ عَليهِ أن يَسْلُك بالإيَمان لكي يُمكنهُ الصُّمود وهَزيمةَ قُوّاتِ الظُلمةِ، وليسَ أحدٌ بِذاتهِ يَستطيعُ أن يَنتصرَ على التَّجاربِ.

فَلا تَنخدعْ: الشَّيَاطين هُم سَببُ جَميعِ الأشياءِ الشِّريرةِ التي تَحدثُ لنَا. لأنَّهُم يَعملونَ في جِميعِ المَجالاتِ طوال الوقْتِ، يَقودونَ ويُؤثِّرونَ على الأشَخاصِ لاتِخاذِ قَراراتٍ تُخالفُ تَعاليمَ الكِتابِ المُقدسِ. وإنْ لمْ يَسهر المَسيحي ويُصلّي، قدْ يَقعُ في المَصْيدةِ. وهَذا مَا حَدثَ مع بُطْرسَ الرَّسُول، فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاًحَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا. لكِنْ، بَعدَ ذَلكَ فَوراً، اِنتَهرهُ المُعلِّمُ وقَال: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»(متى 16: 22، 23).

 

فمنْ يُسلِّم طَريقهُ للرَّب الإله، ويَسمحُ للرَّبِّ أن يَقودَ حَياتهُ، ولا يَتخذُ قَراراً يُخالفُ الكِتابَ المُقدس ويُطيعُ التَوجيهَات المُعْطاةَ لهُ من الرَّبِ، يَنتصرُ في جَميعِ مَعاركهِ. لأنَّ الرَّبَ يَفعلُ مَا يَلزمُ، كَما حَدثَ مَعَ الأشَخاصِ الذينَ اِستَخدمهُم الرَّب في زمنِ الإنْجيلِ. ولكِنْ، لا يَكفي تَسليمَ القِيادةِ للرَّبِ فَحسبْ؛ ولكِنْ منَ الضَّروري أن تَكونَ هُناكَ ثِقةٌ فِيما يُوجِّهنا إليهِ.

إنَّ الثِقةَ تَعني اِحترامَ مَا يَقولُهُ الرَّبُ، وتَعني أيضاً العَملَ وفقاً لإرشَادِهِ وعَدمَ إتَاحةِ المَجال للشَكّ أن يَدخُلَ قَلبكَ. والذي يَفعلُ ذَلك ولا يَشكُّ أبداً، ولكِنّهُ يُؤمنُ بالرَّبِّ، سيَرى المَجدَ الإلهِي.

يُخطئُ الإنْسانَ عِندمَا يُسلِّمُ طَريقهُ للآبِ، ولكنَّهُ لا يَثقُ بِهِ. فَإلهُنا يَعلمُ كُلَّ شيءٍ، وهو قَادرٌ عَلى أن يُلهمنَا لأفَضلِ إجَابةٍ، وأفَضلِ قَرارٍ، ويَمنعنا مِن قُبولِ أيّ شيءٍ قدْ يُؤذِينا.

ليْسَ مِنَ الصَّعبِ أن تَكونَ نَاجِحاً فِي الحَيِاةِ، ولكنْ بَالنسبةِ لبَعْضِ النَّاسِ، من الصَّعبِ عَليهم السَّماحَ للرَّب أن يَعملَ في حَياتِهم، لأنَّهُم يَعتقدونَ أنَّهم يَعرفونَ كُلَّ شيءٍ ولا يَقبلونَ النَّصِيحةَ من أحدٍ، ويَظنّونَ أنهُ يُمكنهم أن يَتخلّصوا مِنَ هُجومِ الشَّيْطان بأنفُسهُم. رُبما هُم لا يَعلمونَ حَتى الآن مَدى خُطورتهِ.

إنَّ الثِقةَ تَعني عَدم الشَّك. إذاً سَلِّمْ طَريقَكَ للرَّبِ الإلهِ، ولا تَرْفُض إرشَاداتهُ، وسَوف يَفعلُ كُلَّ مَا يَلزم مِنْ أجلِكَ.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز