رسالة اليوم

07/08/2023 - لا تذهب بعيداً

-

-

عُدْ يَا رَبُّ. نَجِّ نَفْسِي. خَلِّصْنِي مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ (مزمور4:6)


لا أحدَ حيٌّ إلَّا وقد أخطأ، ومهما ذهب بعيدًا، فإنَّه يستطيع أن يعودَ للشَّركة مع العليّ مرَّة أخرى. لكن من الضَّروري أن تطلبَ وجهَه. وستجد المحبَّة الإلهيّة التي كنت تعتزّ بها من قبل والتي تحتاجها بشدَّة، وكذلك استعادة إيمانك وكرامتك. إنَّ فِعل الاعتراف لله بالخطأ الذي ارتكبته، وطلب المغفرة منه، هو أحدُ أعظم الأشياء التي يُمكن أن يفعلها الإنسان في حياته كلّها.

هناك حالاتٌ يكون فيها الشَّخص قد أخطأ كثيرًا لدرجة أنَّ الربَّ ابتعدَ جدًا عنهُ. لذلك يجب أن يشرعَ بطلبِ الحضور المقدَّس في الكلمة حتى ينالَ الشَّركة مع المخلِّص مرَّة أخرى. وفي غمضة عينٍ، سيجدُ ما يحتاج إليهِ مرَّة أخرى، كذلك الخوضُ في وحي الكتاب المقدَّس بعيدًا عن الشَّركة الحقيقية مع الله، يكون الإنسان في خطر دائمًا.

الإثمُ أخطر ممَّا يظنُّ المرءُ، لأنّه يكون محاصراً في قبضةِ الشِّرير الذي أغواه، ولن ينجحَ مهما جاهدَ. ما لم يُمنح الخلاص من قبل القدير بنفسهِ. لذلك، لا تعتاد على الخطيئة، معتقدًا أنَّه بمجرَّد أن تخطئ كلُّ ما عليك فعله هو الاعتراف والاعتقاد بأنَّه قد تمّت الاستجابة. العلامة التي تُظهر أنَّ الغفران قد أعطيَ لكَ هي عندما تملأ السَّعادة روحَك.

الشَّخص الذي يقيمُ في قبضةِ المُجرّب لا يفرح أبداً، وأيامُه حزينة، وكلُّ الأبواب مغلقة في وجههِ. دونَ خلاصٍ روحيٍّ، كلُّ ما يحصل عليه المرءُ هو أن يكونَ متديّناً، دون تحرير أبداً. لكنَّ الذين غُفِرَ لهم حقًا يعودون إلى الشَّركة. أمّا الذين لم تُمسَح خطاياهم تمامًا، فلا شيء يصحُّ بالنّسبة لهم. فقط أولئك الذين يختبرون الحبَّ السَّماوي ينالون الإنقاذ.

أمَّا الشَّخص الذي غُفِرتْ له خطاياه، فيشعرُ بالحرّية حقًا. حتى لو أصرَّ العدوُّ على تقديم أطباق الإغراءات القديمة أو الجديدة له، فلن يلتفتَ إلى الشِّرير على الإطلاق. الشَّخص الذي شعر بالقمع الخبيث مرَّةً أخرى وتمَّتْ نجاته، يعرفُ الخطر الذي كان فيه. إذا لم يتمّ التَّخلص من الخطأ، فلن تعود حياته للشركة مع الله أبدًا، وفي نفس الوقت، لن تُستجاب صلواته.

ليس من الضَّروري أن تقوم بالتَّضحية أو قضاء ساعاتٍ في رثاءِ ما حدث، ولكن عليك أن تُدرك أنَّ تصرُّفك لم يكُنْ جيدًا وأنه لا يجب عليك ارتكاب هذا الخطأ مرَّة أخرى. لا يجدر بك أن تكون تحت نير الشِّرير. إذا حدث هذا، فلن تكون قادراً على الاعتماد على معونة الله، التي هيَ الحلّ الوحيدُ لكلّ المشاكلِ الحاليّة. الشَّيء الحسَن هو أن تكون منسجمًا مع الربّ دائماً.

الكلمة الصَّحيحة ليست فقط أن تنالَ الغفران، بل أن تخلُصَ. كلُّ من وقع في الخطيئة أصبح عبدًا للشَّيطان الذي أغراه، والآن هوَ تحتَ حكمِ الشَّيطان، ولن يَعُد متأكداً أنّه لن يقضي الأبدية في الجَحيم. لذلك إذا سقطتَ، اغتنِم هذه الفرصة للاعتراف وطلب الغفرانِ.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز