رسالة اليوم

06/08/2023 - لا تدع القاربَ يجرفه التَّيار

-

-

وَنَفْسِي قَدِ ارْتَاعَتْ جِدًّا. وَأَنْتَ يَا رَبُّ، فَحَتَّى مَتَى؟ (مزمور3:6)


إنَّ الموقفَ السَّلِس عندَ الفشَل هو مثل اعتراف الشَّخص الذي يستسلِم لخطّة الشَّيطان، فعلى الرُّغم من أنّك قد ذهبتَ بعيدًا وتشعر أنّه لم يَعُد هناك عودة إلى الوراء، فإنّ الأبَ مستعدٌّ لاستعادتك إلى موقع الكرامة الّذي لم يكنْ عليك تركه أبدًا. اغتنِم الفرصة لتبدأ من جديد بما يمنحك إيّاه الربُّ. ومع الخبرة التي اكتسَبتها من خلالِ الألم، لا تكنْ فاشلاً بعد الآن.

إذا كانت روحُك مضطربة فأنت لستَ في شركة مع الله. وبما أنّه لا يُخطئ ولا يفعل شرَّاً، فالخطأ فيك إذن. لا يوجد شيءٌ أفضل من سؤال العليّ عن سببِ حدوث ذلك واتّباع تعليماته. إذا بقيتَ كما أنتَ، فسوف تضيع إلى الأبد، ولكن إذا قبلتَ واستسلمتَ أمامَ السِّيادة الإلهيّة، فستكون حرّاً وسوف تُستخدَم في الأعمالِ العظيمة.

مرَّ أكثر النَّاس تكريسًا بلحظاتٍ صعبة، وسقطَ بعضُهم مثل داود. لكنَّ هذا الرَّجل لم يسكتْ، وعندما رأى مقدار أخطائه، اعترفَ بخطيئته وألَّفَ العديد من المزامير التي كانت مفيدة جدًّا للآخرين الذين سقطوا أيضًا. ربما تكون قد خسرتَ معركة، لكن لم تخسر الحربَ. خسرَ شعبُ إسرائيل معركة عاي، لكنَّهم أصلَحوا الأمور، وبعد ذلك انطلقوا لتحريرِ أرض كنعان الموعودة.


الشَّيطان يرسم خطة ويشرعُ في تحقيقها. ولكنَّ الأمرَ متروكٌ للمسيحي لئلَّا يقبل ذلك. إذا كنتَ قد وقعتَ في فخّ الشِّرير، فانتقل إلى حضرة الله واعترِفْ بخطئك. ثمَّ اجعل الأمورَ في نصابِها الصَّحيح مع الشَّخص الذي أسأتَ إليه. وإلّا فإنَّ حياتك ستستمرّ في أيدي العدوِّ. سيحدِّد قرارُك ما سيحدث لك: جيّد أم سيّئ. كونوا حكماءً واطلبوا الغفران كي يفرحَ قلبُ الربّ بكم.

يبدو الأمرُ كما لو أنّك كرَّرتَ خطيئتك عندما تكذب. أولئك الّذين لا يملكون الشَّجاعة للاعتراف بأنّهم كانوا سببَ عثرة أو تجربة بسيطة لا يخدمون الله بل الشَّيطان. سيُكلفك هذا أكثرَ بكثيرٍ من الاعتراف بالحقيقة وطلب المغفرة. عسَى أن يكون سببُ قرارِك هو الدُّموع التي أراقها يسوع بسببِ السِّياط والأظافر التي مزّقت جسدهِ.

الشَّخص الذي يستخفُّ بقدرة شخصٍ آخر على رؤية موقفهِ الشّرير يرتكب خطأً كبيراً. حتى لو لم يظهروا أنَّهم يفهمون استراتيجيّة المتَّهم، بالتَّأكيد لأنَّهم بشرٌ أيضًا، فقد لاحظوا كيف تصرَّفَ هذا الشَّخص الشّرير. كُنْ صريحاً واترك الإدانة، لأنَّ اعترافك ليس إدانة لك، بل انتزاعٌ لك من براثن العدوِّ. أولئك الذين ينتمون إلى الله لا ينكرون الحقّ، فينالون الغفران.

لماذا تبقى في يدي الشَّيطان لعدَّة سنوات ثمَّ تقتل نفسَك لإخفاء مثل هذا الخطأ، ستُكشف حتى خفايا القلب في يوم الدَّينونة؟ ماذا ستفعل؟ الآن هو الوقت المناسب لتحمل نفسَك في المَسيح وتضع الشَّيطان في مكانهِ المناسب- تحتَ قدميك. إنَّ الله ينتظر موقفك ليَغفر لك. لا تترك قرارك لوقتٍ لاحقٍ لئلَّا يفوت الأوانُ.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز