اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْناً فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيداً. (مزمور 46: 1)

تُخبرنَا هَذه الآيةُ بِأنَّهُ مِن بِين الصِّفاتِ الكثيرةِ التي يِتّصِفُ بِها الرَّبُ، أنَّهُ يُسَاعِدنا بِثلاثِ طُرق. فَهو مَلْجَأ لَنَا، أي مَكانٌ للاِحتِماءِ، حِيثُ نَستطيعُ أن نَختبئ فِيه من هَجماتِ الشَّياطينِ؛ وهو الحِصنُ ومَصدرُ قُوّتِنَا، ومِنهُ نَحصلُ على القُوّةِ اللّازِمةِ لنُحاربَ العدُوُّ، وهو عُونُنَا في الضِّيقاتِ. هو كُلُّ شيءٍ بالنّسبةِ لنَا، وبِدونِ أن نُصلّي أو نَصوم. فَلو أخَذنَا إحدى هَذِهِ الصِّفاتَ وكأنّهُا أمَرٌ مَفروغ ٌمِنهُ، نُعطي الشَّيطانَ التَّصريحَ لهزِيمتنا، وعلى خِلافِ ذلك لو أخذناها بامتِنانٍ مِنَ الرَّبِ، و حَفِظناهَا، نُمجِّدُ الرَّبَ الإلهَ بِهَا.

إنّهُ لمنَ الحِكمةِ أن نستفيد مما يُعلنهُ الرَّبُ لنَا عَنْ نَفسِهِ . وعِندمَا نَفعلُ ذَلك، كَأنَّنا نُعطيهِ الإشارةَ لمُسَاعدتِنا ضِمنَ الطّرُقِ الثَلاثةِ. ومن يَزْدري واحدةً مِنها، يُصبحُ لقْمةً سَائغةً لأيّ هَجماتٍ منَ الشَّيْطانِ. لكِنَّهُ يُريدكَ أن تَكونَ واثِقاً بأنَّهُ سَيُساعدكَ عِندمَا تَحْتاجُ إليه.

لو جَعلتَ الرَّبَ مَلجأً لك، لنْ يُصيبك العَدُوُّ بأيِّ أذى، فكيفَ يُمكنهُ أن يَضعَ يَدهُ على أحدٍ يَختبئُ في حِضنِ الرَّبِ؟ لكنْ كُنْ حَذِراً: فعدمُ إيمَانِك بأنَّهُ مَلجأٌ، أو ثِقتكَ بَأنَّهُ لا يُقهَر، سَوفَ تَسمحُ للعدُوِّ بأن يُنفِّذَ خِطتهُ الشِّريرةَ ضدَّ حَياتِكَ. ولكِنْ عِندمَا تُؤمنُ بأنَّ الرَّبَ قُوّتُكَ، فَسوف تستطيعُ أن تَحصلَ مِنهُ على القَدرةِ اللّازمةِ لتَنتصرَ في نِضالِكَ ضِدَّ العَدُوِّ. لأنَّ سُلطانَ الرَّبِّ يُعطيهِ فَقط لأولِئكَ الَّذينَ يُؤمنونَ بِأنَّهُ حِصنٌ مَنيعٌ أمَام الأعَداءِ، وقُوَّةُ الرَّبِ مَضمونةٌ بالتَّمامِ، بالإضافةِ إلى أنَّ قُوى الجَحيمِ لا تَقْوى عَليهَا.

والأعَظمُ مِن هَذا كُلّه، هو أن نَتذكّرَ اًنَّهُ يُسَاعِدنا عِندمَا نَحتاجُ. لِذلك لو اِفترضَنَا أنَّك مُشتّتَ الفِكرِ، والشَّيْطان يُحاولُ أن يُحاربَكَ، لا تَرتعب ولا تَيْأس. آمِن فَقط بِأنَّ الرَّبَ عَونٌ لكَ واِنطلق للمَعركةِ. سَيُعينُكَ، ويَعْطيك كَلمةُ الحَقِّ لتُصلّي بَالطّريقةِ الصَّحيحةِ ولكنْ عَليك أن تَتذكّرَ دَائماً أنهُ يُغطِّيكَ بِقُدرتهِ لكي تَنتصرَ عَلى أيّ هُجومٍ من الشَّيْطان. لسْتَ بِحاجةٍ للصَّلاةِ ولا الصَّوم لكي يَعْمل الرَّبُ مِنْ أجْلِك. فالآن، خُذ وضْعكَ كَمحاربٍ للرَّبِ وقَاوم الشَّر الآن! يُمكنكَ أن تَفعلَ ذَلكَ! وبَتأكيدِ أنتَ تَعلمُ جيداً أنَّكَ مُنتصرٌ!

فَلا تَدعَ العَدَّو يَتسلّطُ عَليكَ. لأنَّ الشَّيطانَ يَعلمُ جَيداً أنهُ قَدْ هُزم مِن الرَّبِ يَسوعَ. فلا تُضيِّعَ الجَوهِرَ. وحِينمَا تَحصل عَلى الإنْتصارِ، قَدِّمْ المَجدَ للرَّبِ. فهو يُريدُ الَّذينَ يَسْجُدُون لهَ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ (يوحنا 4: 23).

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز