رسالة اليوم

04/08/2023 - وضعُ بنودِ العَهدِ

-

-

يَا رَبُّ، لاَ تُوَبِّخْنِي بِغَضَبِكَ، وَلاَ تُؤَدِّبْنِي بِغَيْظِكَ (مزمور1:6)


فهمَ داودُ أنَّ العَهدَ هو تعبيرٌ عن إرادةِ شخصين أو أكثر، وأنَّ العَهدَ الذي قطعَه الله مع الإنسان لم يكنْ مختلفًا عن ذلك. فهو يسمح لنا وفقًا لصَلاحِه- بوضع النِّقاط التي نريده أن يحقِّقها بما يتجاوز ما وعدَنا به بالفِعل. ولكن يجب أن نطلب منه المُساعدة لأنَّنا محدودين، وبالتَّالي سيكون لدينا معاملة مختلفة، مع احترام الحُدود التي يوافق على إجابتها.

لم يُرِد كاتبُ المزمور أن يُوبَّخ بغضبِ الله، لأنَّه علِمَ أنَّه لن تكون لديه الشُّروط اللَّازمة لإنجاز ما طُلِبَ منه دون مساعدة إلهيَّة. ولكن يُمكِنْ أن يُخطئ في نقطة معيَّنة؛ لذلك لم يُرِد أن يكونَ في يَدِ العدوّ. وإذا كان لابدَّ من التَّوبيخ، فإنَّه لا يريد أن يكون من خلال غضبٍ الله الكاملِ. لذلك صرخَ كاتبُ المزمور لكي يُعامَل بطريقةٍ مختلفةٍ.

عرفَ ملكُ إسرائيل أنَّ العليَّ كان قويّاً في كلِّ شيء، وإذا استخدمَ غضبَه، أو إذا أعطى الشَّيطانَ الإذن بلمسِه- كما حدث لأيّوب- فإنَّ معاناته ستكون هائلة. وهكذا بمجرَّد أن شعرَ أنَّه يستطيع أن يطلبَ من الربّ أيّ شيءٍ، حتى لو كان الأمرُ يتعلَّق ببعض العقوبة التي كان سيُعاني منها؛ لقد توسَّل إلى أن يُؤدّبَ خارج الغضبِ الرُّوحي، وبالتّأكيد تمَّتْ الاستجابة لَه.

عندما تتلقى مهمَّة، قُلْ للعليّ أنّك ستَفي بها، لكنَّك تحتاج إلى توجيههِ لمعرفة متى وكيفَ تُنجزها. أخبِره أنَّك ستحتاج إلى أدواتٍ، لأنكَ لا تملك الشُّروط اللَّازمة للتَّصرُّف بطريقةٍ تُرضيهِ. وهو كأبٍ يُسَرُّ بإجابة أبنائه. إذا علِمنا ونحنُ أشرارًا، كيف نعطي أطفالنا أشياء جيِّدة، فكم بالحريّ هوَ.

يجب أن تطلبَ الإرشاد في الحياة، لأنَّ الكثيرينَ قالوا إنّ الله يُعلِّم من خلالِ الألم. يقولُ بعضُ النَّاسِ دون معرفة مصدرِ ذلك، أنَّهم تقبَّلوا بعضَ المُعاناة، لأنَّهم وفقًا لِما يقولون، أنَّهم يتعلَّمون من الألم. ولكن بما أنَّ الله صالحٌ وكاملٌ، فهو يعرف كيف يُعطينا أفضل الدُّروس في الحبّ والرَّحمة والحَنانِ. ولكن إذا كان شخصٌ ما يحبُّ اللَّعنة، فمن الأفضل أن يكون مستعدًّا، لأنَّه سيَحصل على ما يُحبُّه.

الآن، من الأفضل دائمًا أن تتعلَّمَ بالحبّ. حتى في الأمور الطبيعية، عندما نعتقد أنَّه يُمكننا اتّخاذ القرارِ بأنفسِنا، يأتي العدوُّ بجشعٍ فنقع في شِركهِ فجأة. لماذا لا تطلب أن تتعلَّمَ من خلالِ حبِّهِ، لئلَّا تصبحَ مستحقًّا للعقاب في غضبهِ؟

الشَّخصُ الذي يخدم يجب أن يعتمدَ في كلِّ شيء على سيِّدهِ، وربُّنا هو سيِّد جميع السَّادة، وهو أكثر من قادرٍ بكثيرٍ. لذلك، فإنَّ حقيقة تعليمنا وإرشادنا من قبلهِ تضمنُ لنا النَّجاح الكاملَ. للاستفادة ممَّا يُظهره الله لنا سوف ينفعنا كثيرًا. الآن، إذا كنَّا عاملين معهُ، فلماذا لا نحظى بحمايتهِ المستمرَّة؟ له كلُّ المَجدِ! آمين!


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز