رسالة اليوم

03/08/2023 - تفاصيل هامَّة

-

-

فَأُخْبِرَ الْمَلِكُ دَاوُدُ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ بَارَكَ الرَّبُّ بَيْتَ عُوبِيدَ أَدُومَ، وَكُلَّ مَا لَهُ بِسَبَبِ تَابُوتِ اللهِ». فَذَهَبَ دَاوُدُ وَأَصْعَدَ تَابُوتَ اللهِ مِنْ بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ بِفَرَحٍ. (صموئيل الثاني12:6)

غضبَ الله على شعبه وعلى أعدائِهم حينَ أخذ الفلسطينيّون تابوتَ العَهد. عرفَ الإسرائيليُّون أنَّه سارَ بينهم ولم يكُنْ بوسعِهم أن يُخطئوا كما فعلَ أبناءُ عالي. بمجرَّد نقلِ التابوت إلى أرض الفلسطينيين، أتتْ اللَّعنات إلى ذلك المكان. انظر ماذا فعلتَ لمنعِ الربِّ من العَملِ في حياتكَ.

كان يعني وجود التابوت في أرض الفلسطينيين خسارة كبيرة لهم، لأنّهم لم يخافوا الربَّ، ولأنَّهم فَعلوا ما لا ينبغي فعلهِ، رأوا يدَ القدير ترتفعُ عليهم بشكل مدمِّرٍ. كان العارُ مُميتا. لدرجة أنَّهم استنتجوا أنه سيتمُّ القضاء عليهم إذا لم يتخلَّصوا من ذلك "الصُّندوق" الذي يرمزُ لإله إسرائيل. لقد سعَوا للتَّخلُّص من العِقاب الذي أصابَهم.

جاء الخوفُ أيضًا على داود والإسرائيليين عندما رأوا ما حدثَ لعُزّة، الذي مدَّ يده إلى التابوتِ، فضرَبه اللهُ ومات. لم يكنْ يعلم أنَّ الله لا يحتاج إلى مساعدة بشريّة فيما يتعلَّق بعبادته. حتى التَّسبيح يجب أن يقدَّم بخوفٍ ورعدةٍ يمنحهما الله. انشمَصَت الثِّيران، ولكنَّ الله كان قويّاً لحِفظ ما يخصُّه (صموئيل الثاني 6: 6).

لم يتنازل داود عن إحضار التَّابوت؛ فأمر أن يُرسلَ الى بيت عوبيد أدوم، ومكثَ هناك ثلاثة أشهر. حيثُ كان الأمر مختلفًا. لأنه خافَ الربَّ واحتضن التابوتَ لفترة قصيرة من الزَّمن، بارك الله هذا الرَّجل ومنزله لِما أبدوه من حبٍّ تجاه هذا الأمر المقدَّس. إنَّ العليَّ يكافئ أصحابَ القلب الصَّالح دائماً.

ثمَّ طلبَ داود التابوتَ وأخذه إلى مدينته. ومع ذلك، خافَ كثيرًا لدرجة أنَّه أمرَ بذبحِ الثِّيران والأغنام المسمَّنة كلَّ سِتّ خطوات، من قِبل الذين كانوا يحملون التابوت (الآية 13). في نفس الوقت رقصَ داودُ بكلِّ قوَّته أمام الربّ. وهكذا نقلَ ذلك الملك وكلُّ إسرائيل التَّابوت بفرحٍ عظيمٍ وبصوت الأبواق.

عرفَ داودُ أنَّه يجب أن يخدمَ الله وأن يقومَ بعملهِ بالفَرح الذي قدَّمه له. أولئك الذين يتذمَّرون فقط أو يطلبون البركات بقلب ساخطٍ أو بخطايا خفيَّة هم مخطئون تمامًا. يشرحُ المزمور 119: 75 سببَ مصائبِنا. الخطيئة المتعمَّدة تجلبُ عقوبة قاسية.

أولئك الَّذين يقومون بالعَمل بحزنٍ لا يخدمون الله. الفرحُ هو الشَّرط الأساسي لخدمة الربّ. حقيقة أنَّك تفرح عندما تستمع إلى الكلمة ولكنَّك لا تستخدم ذلك في العمل الإلهي- الصَّلاة والشَّهادة وتقديم العُشور والتَّقدمات- يدلُّ على أنَّك أصبحتَ شجرةَ تينٍ سيّئة، وبسبب ذلك لن تبقى في أرض الموعدِ.

 


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز