رسالة اليوم

28/07/2023 - خطرٌ عظيمٌ يُحيطُ بالجَميع

-

-

اِجْعَلْ إِثْمًا عَلَى إِثْمِهِمْ، وَلاَ يَدْخُلُوا فِي بِرِّكَ. (مزمور27:69)


أولئك الَّذين لا يتوبون عن أعمالِهم الشِّريرة يُغلِقون بابَ السَّماء أمامَ أنفسِهم. وعندما يحينُ وقتُ الذّهاب إلى الأبديّة أو إذا كان العدوّ على وشكِ مهاجمتِهم، فربَّما لا يَشعرون بالإيمان يدفعهم إلى تصحيحِ الأمورِ مع الربِّ. لا ينبغي أبدًا أن نعيشَ دقيقةً واحدةً في الحياة دونَ أن نكونَ بعلاقة جيّدة مع العليّ، لأنّنا لا نعرف متى يحينُ وقتُنا.

يعتقدُ الشَّخص الّذي يصِرُّ على العَيشِ في الخطأ، في أيّ وقتٍ يشاء، أنَّ ما تحظره الكلمة مسموحٌ به الآن. وبالتَّالي لن يرى سبباً يجعله يتخلّى عن طُرقهِ الشِّريرة. أمَّا الّذين يتوبون- طالبين المَغفرة بالصَّلاة والصَّوم والدُّموع، فقادرون على العودة والبَدء من جديد في طريق الطَّاعة والاحترام. لا تخطئ بسبب ما يعظُ بهِ الكثيرون، لكِن اِخدم الله بمسؤوليَّة.

تشيرُ حقيقة تراكم الآثام إلى أنَّ شيئًا ما لا يَسير على ما يُرام. يتَّسِعُ مسارُ الخطيئة شيئًا فشيئًا في حياة الَّذين لا يحترمون الله، وسُرعان ما يستسلِمون للعدوِّ. كذبةٌ "بريئة" لتحقيق مكاسِبَ أكبرَ، فكرةٌ قذرة تمنحك الشُّعور بالمُتعة والرُّومانسيَّة، أو اشتهاء شيءٍ ما يخصُّ جارَك سيقودك إلى السُّقوط الأبديّ.

إذا لم يكنْ هناك توبةٌ وتغييرٌ، فلن يشعرَ الكثيرون بعد فِعل الخطيئة بفترةٍ وجيزةٍ حتى بوجود مشكلة في كَسرِ وصايا الله. في البداية، ستستمرُّ الأمورُ كما كانت دائمًا. لكنَّ العدوَّ قادرٌ أن يسبّب لكَ ضررًا فظيعًا بسببِ خطيَّتك، رُغم أنَّه لا يفعل ذلك على الفَور لأنَّ غرضَه أكبرَ: هلاكك الأبدي. لذلك ارجع إلى ذراعي الربِّ إذا سقطتَ، أو استعدَّ للأسوأ.

عندما يُغلَق البابُ الذي يؤدي إلى البِرِّ، فلا جدوى من أن تطرق وتطلب من الربّ أن يفتحَه. الآن حانَ الوقتُ لحِفظ الزَّيت في الأواني، والاستعداد لعُرسِ الحَمَل، لأنَّه عندما يأتي ويغلق الأبوابَ السَّماوية، لن يتمكَّنَ أحدٌ من فتحِها. لذلك اغتنِم هذه اللَّحظة واجعلْ الأمورَ في نصابِها الصَّحيح مع "العليِّ" واملأ مصابيحَك. لقد تمَّ اختيارُك للحياة الأبدية مع يسوع. لماذا المُخاطرة؟ اجعل الأمورَ في نصابِها الصَّحيحِ في هذه اللَّحظة بالذَّات!

أولئك الذين يبقون في الخطيئة لن يَختبروا عملَ التَّبرير الذي تمَّ من أجلِهم على الصَّليب. ولن ينجَحوا أبداً عندما تنقسمُ البشريَّة إلى مجموعتين، بغضِّ النَّظر عن مدى رغبتهم أو جهادهم للوصول إلى المجموعة المُناسبة. ولكن يُمكن للجميع أن يتطهَّروا من كلِّ الأخطاء من خلالِ الخَير اللَّامتناهي لنعمتهِ، وينالون ختمَ الرُّوح القدس ويظلّون نافعين في يدي العليِّ.

جاهِد لتكون شخصًا يضيفُ قداسةً إلى القداسة، وبرَّاً إلى البرِّ، وأعمالاً صالحة فوقَ أعمالٍ صالحة. وهكذا لا شيءَ يفقدك الدُّخول إلى ملكوت الله. يجب أن يكون هدفك هو سعادتك الأبدية، وليس المزيد من الأمور الماديَّة أو تقدير الإنسان لشيء قمتَ بهِ. استيقِظ! إذا ضاعتْ فرصتك، فلن تكون هناك فرصة ثانية، ومصيرك لن يتغيَّر عندما تُدرك أنَّ الأمرَ لا يستحقُّ كلَّ هذا العَناء.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز