رسالة اليوم

25/07/2023 - لِكَيْ يَتِمَّ ذَلك

-

-

لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «هُوَ أَخَذَ أَسْقَامَنَا وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا». (متى17:8)

لقد كان يومُ عملٍ طويلٍ وشاقٍّ، وفي وقتٍ متأخِّرٍ من بعد الظُّهر، شعرَ يسوعُ أنَّه يجب أن يتمِّم ما تنبَّأ به إشعياء. يستخدمُ الله هذه الطريقة كي يلمِسَ قلوبَنا لتنفيذِ مشيئتِه. لو لم يَستجب يسوعُ للَّمسةِ الإلهيَّة، لكان قد أخطأ رُغم كونِه ابن الله. هناك مسيحيُّون يفضِّلون تجاهل لمسةِ الربِّ، وبالتَّالي يرونَ عدم استجابةِ صلواتِهم.

ابقَ متيقِّظًا لفعلِ ما أمرَ العليُّ بهِ، لأنَّ الإهمالَ سيقود الّذين يستمِعون إليه إلى دينونة الله القدير الأبدي. لا يجب أن نترك النبوَّة جانبًا، لأنَّ الله ألقاها حتى نتعرَّف على خِطَطهِ ونرضيهِ. لو لم يستمع الإسرائيليُّون في الماضي لصوتِ الملاك الذي كان يرشدهم، لكانوا قد تضرَّروا؛ اليوم يرشدنا الرُّوح القدس.

تنبَّأ إشعياء عن آلام المَسيح وأنّه سيحملُ كلَّ أمراضِنا وخطايا البشرية. علينا أن ننتبهَ إلى هذه الحقّ، لأنَّه ذو هدفٍ إلهيٍّ مقدَّسٍ وأبديّ. إنَّ عدمَ امتلاكِ اليقين بشفائك استناداً لِما هو مكتوبٌ في الكتاب المقدَّس يشبه التَّصريح بأنَّك لا تؤمن بكلام الربّ.

في الماضي، كان النَّبيُّ يُقتل إذا تنبَّأ بأمرٍ ما ولم يَحدث. وبالمثل، عندما يعطينا الله نبوَّة ونفهمَها، لكنَّنا لا نفعل شيئًا إزاءَها، فإنَّنا "نُقتل"- ونُفصَل عنه. يبتعدُ الكثيرُ من المَسيحيين عن أعمالِ الله ويعيشون بمفردهم في الإيمان والخدمة لأنَّهم لا يثِقون بلمسةِ الرُّوح. اِحرص دائمًا على الوفاء بما قرَّر الآبُ لك أن تفعلَه.

بغضِّ النَّظر عن الثَّمن الذي يجب أن تدفعَه لتنفيذ وصايا الربّ، فقط اذهبْ وافعلْ ذلك. لا تستسلِم أبدًا قائلاً إنَّه لا يمكنك تنفيذ الخطّة السَّماوية، فقد تمَّ اختيارك لهذه اللّحظة بالذَّات. لذلك، حتى لو كانت لديك مهمَّة أخرى في عملهِ، فابقَ في المهمَّة التي أعطاك إيَّاها أوَّلاً، لأنَّه في الربّ، لا يوجد تغييرٌ أو ظلُّ دوران (يعقوب17:1). اذهبْ حتى النِّهاية فيما أوصاكَ بهِ.

لقد أدانَ المَسيحُ تقليدَ رجال الدِّين الذين ذكروا أنَّه ليس عليهم أن يفعلوا شيئًا للوالدين، طالما أنَّ ذلك قد تمَّ تجاه الله. كُنْ حذراً! لا يمكنك إضافة أو حذف أيّ شيءٍ من الكتاب المقدَّس. غرضُ إبليس أن يأخذك بعيداً عن خطة العليّ. فمثلاً يوهِمكَ بوجوبِ التَّخلّي عن الإنجاب كي تحصلَ على خدمةٍ كاملةٍ، الآنَ الله هو الذي خلقَ الرَّجلَ والمرأة لهذه الغاية.

لا يهمّ ما فعلتَه حتى الآن بشأنِ طاعةِ الآب؛ هناكَ المَزيدُ ممّا يجب فِعله، وهو ينتظر ألَّا تخيِّب أملَه. لذلك لا تقبل بتعديل الخطَّة الإلهيَّة ولا تتعاون من أجل حدوثِ ذلك. خلقك اللهُ رجلاً أو امرأة. فاقبلْ بما خطَّطه لك وفعَلَه، أتمِم ذلك فقط.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز