رسالة اليوم

24/07/2023 - اعترافٌ غير موجودٍ

-

-

وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ». الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ. (اشعياء24:33)

هل يُمكن أن نحبطَ الربّ-من خلالِ مواقِفنا- في إنجازِ العَمل الذي كلَّفه ثَمناً باهظاً، وهل يُمكن أن تكونَ إعلاناته مبالغاً فيها؟ كثيرونَ يدعوننا بالمتعصِّبين عندما نؤكِّد أنَّ الَّذين يعيشونَ في شركةٍ حقيقيّة مع الآبِ السَّماوي- يؤمنون بالإنجيل ويتمتَّعون بهِ- لن يختبروا أيَّ شرّ. ولكن هذا ما تقوله الكلمة تماماً.

إنَّ العملَ الَّذي أنجزَهُ يسوعُ على الجُلجلة ليس رقعةً موضوعة على ثوبٍ ممزَّقٍ، ولكنَّه أمرٌ ذو أهميَّة كبيرة لسعادتِنا؛ بالنِّهاية لقد حُرِّرنا من الإثم. لذلك يجب ألَّا نفعلَ شيئاً عندما تُهاجم أذهاننا فكرةٌ قذرةٌ أو سلبيّة أو حتى خبيثة. يجب أن نعيشَ حسبَ إرشادِ الكتاب المقدَّس؛ وإلَّا فلن ننجحَ، مهما أردنا أن نخرجَ من أعمالِ الشَّيطان الشِّرّيرة.

لقد دُعيَ بنو إسرائيل لمحاربةِ كلّ الأمم الوثنيين في أرضِ كنعان (تث 7: 1-3)؛ ولكن رُغم معرفتهم بالواحدِ الذي أصدرَ الأمرَ، فقد تركوا الكثيرَ من السُّكان على قيدِ الحياةِ، والَّذين أصبَحوا فيما بَعد أشواكاً حقيقيَّة لهم. ذات الشَّيء يحدث معَ الَّذين يتساهلون مع الإغراءات، معتقدين أنَّه ليستْ هناكَ حاجة للامتناع جذريًا عن كلِّ المظاهر الشِّريرة. هؤلاء النَّاس يعيشون حياتَهم مليئة بالمشاكلِ.

انظر ما هو الخطأ في قلبِك، ورغباتِك، في الطَّريقة التي تتحدَّث بها وتجيبُ النَّاسَ، وخاصَّة عندما لا تهتمّ بإعلانات الكتاب المقدَّس. إنَّ الله كاملٌ ولن يُخطئ البتَّة، أو يشيخَ إزاء البِدع التي تكتسحُ العالمَ في جميعِ الأجيال. أولئك الَّذين يرغبون في أن يسيروا معهُ يجب أن يكونوا يقظين لكلماتِه وألَّا ينقادوا بأكاذيبِ الشَّيطان بأيِّ حالٍ من الأحوالِ.

لقد قامَ القديرُ بالعَمل كاملاً، لكنَّنا مثلَ آدم، أكلنا من الثَّمرة المحرَّمة لأنَّنا نعتقد أنَّه لا حرجَ في اشتهاءِ شخصٍ ما، أو تهاونَّا بتفكيرٍ نجسٍ، وقُمنا بما حرَّمَه الله تمامًا. كلُّ ما يقوله الله لنا هو لمصلحتِنا وسلامتِنا حتى لا نقع في براثن الشِّرير. توجد بركاتٌ عظيمةٌ عندما نفي بالوصايا الإلهيَّة.

ما زِلنا لا نفهم أنَّه عندما نترك وراءنا أيَّ شيءٍ من أجلِ محبَّة المَسيح والإنجيل، فإنَّنا نحصل على 30 و60 و100 مرَّة أكثر، مع اضطهاداتٍ ومعارك تتطلَّب الكثيرَ من الصَّومِ والصَّلاة (مرقس30:10). أولئك الذين يُطيعون ويُكرِّسون أنفسَهم لتحقيق مشتهى الآب لن يخيبَ أملُهم أبدًا؛ على العكس من ذلك، سيكونون ناجحين وسعداءً في عملهِ. هؤلاء هم الَّذين يحتاجهم القديرُ.

ماذا فعلتَ بخصوص هذا الحقّ؟ هل تمكَّنتَ من القول بأنّك قد شُفيتَ؟ أم قلتَ إنّك لا تفهم الربَّ؟ الآن أولئك الذين لا يفعلون بحسبِ وصيّتهِ، يعيشون مُحاطين بـ "الأشواك". سلّم طريقك للربّ، وثِقْ به أيضًا، وهو يُجري كلَّ شيء (مزمور 37: 5).


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز